الاثنين، 23 أبريل 2012

كيف تنمي الثقافة الدينية لطفلك؟ الحلقة الثانية

تحدثنا في الحلقة الماضية عن ضرورة الاهتمام بتغذية زهورنا الواعدة بالثقافة الدينية السليمة ..
وآن لنا أن نبين ماهية هذه الثقافة المطلوبة ، كي لا نخلط الحابل بالنابل ..
الثقافة الدينية – أخي الكريم – هي تعريف قلب الطفل بالإسلام الصحيح القائم على كتاب المولى – عز وجل – وسنة الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم _ ، وذاك يشتمل على :
(1)   تنوير القلب الصغير بشيء من كتاب الله تعالى ، يكون كالمصباح في حياته ينير له مختلف الدروب ، ويستدل به على الاتجاه الصحيح كما يستدل المسافر القديم بالنجوم ، وقد يخونه حساب النجوم ، ولكن القرآن لا يخون حامله ، ولا تدرك من استنار به ظلمة ولا زيغ ..
(2)   حفظ شيء من الأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة عن المصطفى – صلى الله عليه وسلم - ، سيما تلك التي تتسم بقصر اللفظ وجزالة المعنى ووضوحه في نفس الوقت ، فإن تلك النصوص تظل نبراسا حقيقيا طوال العمر ، حيث قلما يأكلها النسيان .
(3)   مبادئ العقيدة الصحيحة القائمة على الكتاب العزيز وسنة النبي – صلى الله عليه وسلم ، شريطة أن تقدم في ثوب مبسط يتناسب وقدرات الطفل ومداركه العقلية .
(4)   أساسيات الحلال والحرام ، وغرس بذور تمييز الخطأ والصواب في نظر الدين الحنيف ، حتى تصير لدى العقل الصغير موسوعة حلال وحرام مصغرة يستنير بها في حياته ، بدل أن يتغذى مستقبلا على الفتاوى المعلبة في أساسيات الدين وثوابته ، وتحيره التيارات المختلفة في مهمات المسائل الفقهية .
(5)   شيء من عبق سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام ، وأئمة العلم وأعلام الهدى ، وشخصيات البطولة الإسلامية ، حتى نحسن استغلال النزعة إلى اختيار القدوات ، ونحسن توجيه غريزة التقليد والتبعية ، وإلا فإن الطفل سيختار وفق معايير بعيدة عن قيمنا رغم أنوفنا !
(6)          القيم الروحية النبيلة ، ومعاني الصبر والإخلاص والتوكل واليقين وأمثالها .
(7)   الأخلاق الإسلامية الرفيعة ، وأصول التعامل مع الآخرين ممن هم حول الطفل في ظل الشريعة الإسلامية .
(8)   تبصير الطفل منذ نعومة أظافره بواقع الأمة ، وما يتطلبه الجسد الواحد ، وتعليق قلبه بانتمائه الإسلامي ، فنحن نرى اليهود والهندوس وغيرهم لا يألون جهدا في تعليم أطفالهم عقائدهم الفاسدة وعداوتهم لأمة محمد – صلى الله عليه وسلم – فلم يعيش الطفل في واد وواقع أمته في واد آخر اتباعا لناعق احترام الآخر وتقبل وجهات النظر ؟!! إن احترام الاخر وتقبله ليس هدما لديننا وثوابتنا أو تربية أبنائنا على الخنوع والتبعية العمياء لما تطلبه العولمة المغلوطة ..
(9)   مبادئ اللغة العربية ، والاهتمام بالمصطلحات الفصيحة ، علنا نتخلص يوما من  التخليط المقيت بين اللغات الذي نعاني منه ، حين نغرس في أبنائنا حب اللغة العربية ، وأهمية انتقاء الألفاظ الفصيحة .
(10) مبادئ العلوم الدنيوية التي تخدم الفرد والمجتمع  كما تخدم الأمة وتعلي رايتها ،  وتستغني بها عن منة عدوها وإذلاله لها ،  كالحساب والرياضيات ومبادئ الصحة والطب وغيرها .
وباختصار فإن من واجب المربي أن يحرص كل الحرص على أن يحسن استغلال الصفاء الذهني الذي يتمتع به الطفل ، والبراءة الفكرية التي تغلب عليه ، ويوجهها الوجهة الصحيحة ، ويملأها بتعاليم الدين الحنيف حسب تقبل الطفل في مختلف مراحل وسني عمره ..
ولنعلم أننا إن لم نملأ هذا الكأس الفارغ بالماء العذب الزلال صدمنا يوما بأنه ممتلئ بأمور تجعلنا نندم ولات حين مندم ..
فكم من الأسر أهملت غرس الثقافة الإسلامية في نفوس أبناءها ، فتشربت عقولهم الصغيرة ما هب ودب من البيئة المحيطة وأصدقاء الحي وأصدقاء المدرسة والإعلام وما أدراك ما الإعلام ، وما إلى ذلك من مشارب الثقافة ومصادرها ، فكانت تلك الأفكار الخاطئة التي امتلأت بها عقولهم المحرك الأول لسلوكهم ، فلندرك خطورة المسألة وأهميتها البالغة ..

محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق