الأحد، 29 أبريل 2012

مع عاملات المنازل .. الحلقة الثامنة

(2) عدم الاتكالية المطلقة عليها
على المرأة التي  يهمها بيتها وزوجها وأولادها وصحتها وعاطفتها وحنانها ألا تتكل اتكاليا كليا على العاملة ، وترمي لها بكل أعباء المنزل بحجة أنها تعطيها راتبا ، ويجب أن يكون لهذا الراتب جهدا محترما تبذله العاملة ..
فالقضية أبعد مما تتصور بعض النساء بكثير ، حيث أن عمل هذه الغريبة داخل بيتك يتعدى كونه القيام بأعمال روتينية إلى كونه استجلاب إعجاب واستحسان ، واستدرار عاطفة وميل وربما حب وعشق وافتتان ..
فهذه الغريبة – وكما أسلفنا – إنما تأخذ بلب أبناءك وزوجك تدريجيا حين تكون كافة خدماتهم على يديها وإن كانت تتقاضى راتبا على ذلك ، خاصة الأبناء الذين لا يعون ما الراتب وما الأجور ، إنما يرون يدا بيضاء تحسن إليهم ، فيميلون لصاحبتها ..
فاجعلي لنفسك جزءا من أعباء المنزل وأعماله تقومين بها بنفسك حسب استطاعتك ومقدرتك ، فقل منا من يكون من العجز بحيث لا يستطيع فعل أي شيء ..
فذاك خير لك من أن ترى أبناءك بعد حين يرون في العاملة أمهم الحقيقية ، وزوجك فيها يدا تحسن إليه دوما وأبدا تستحق الاحترام والمحبة حتما ، فلتأخذي نصيبك من هذا وذاك ..
(3) تخصيص غرفة خاصة للعاملة ، وتحذيرها من التجوال المستمر داخل المنزل حال وجود الزوج و الأبناء الكبار خاصة ، فلتعلم أن تقضي معظم وقتها في المطبخ وغرفتها ، ولتعلم أصول الاستئذان ..
ولا تسمحي لها بممازحة الشباب الكبار ومداعبتهم ، إنما تقتصر حديثها معهم على ما يتوجبه عملها ، وإن أرادت ( السوالف والدردشات ) فليكن معك أنت لا مع المراهقين ..
(3) مراقبة كافة تصرفاتها بدقة وعناية ، خاصة في البداية للتأكد من سلامة سلوكها ، وعدم انحلال شخصيتها ، وأنها لا تحمل نوايا عدوانية من أي نوع تجاه الأطفال أو الكبار ، أو نوايا جنسية وانحرافية ..
فبعض العاملات تأتي ومعها من أمور السحر والشعوذة ما يقلب البيت جحيما بعد أمد ..
(4) مراعاة مشاعرها المعاملة الحسنة لها ، وإعطاءها الوقت الكافي من الراحة والنوم ، والسماح لها بأخذ راحتها في أمور الاستحمام والاستجمام والنقاهة في حدود المعقول ، ومحاولة التوفيق الجاد بين حاجاتها كإنسانة وما يطلبه المنزل منها من أعمال ، وعدم ضربها أو إغلاظ القول لها ، خاصة للأسباب التافهة التي تدفع بعض نساءنا وللأسف الشديد لرمي الألفاظ والتهم جزافا ..
فإن هذه المرأة إنما هي إنسان في النهاية لها كيان وأحاسيس ومشاعر ، لذلك يجب مراعاتها خوفا من غضب الله أولا ، وخوفا مما تسببه المعاملة السيئة لها من عواقب وخيمة ثانيا ، فكثير من هؤلاء متى ما أهينوا وأهدرت كرامتهم ثأروا لها بطريقة لا نتوقع مداها ، وعلى رأس من يصبون جام غضبهم ، فلنزرع الإحسان نجن السلامة إن شاء الله ..
(5) تنظيم أوقات عملها بدقة ، كي يتسنى لها معرفة ما يتوجب عليها ، ويتأتى لها ترتيب أمور البيت بصورة مقبولة وممتازة ، فالعشوائية تربك الإنسان ، وتجعله كالمنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ..
وهذا الأمر له انعكاسه الإيجابي على أصحاب المنزل فهم يدركون تحركات العاملة وأوقات فعل الأعمال الموكولة إليها لذلك هم يتحركون بحرية أكبر ، ويجدون أن أمورهم صارت واضحة جلية ..
(6) عدم الاتكال عليها مطلقا في أمور التعليم والتربية الفكرية والروحية للأطفال ، والحذر كل الحذر من اعتماد الأطفال عليها بشكل أو بآخر فيما يتعلق بهذه المجالات ، فلا نريد أن نجد أبناءنا وقد خلطوا بين اللغة العربية واللغة البنجالية أو الهندية أو الأندنوسية أو تشربوا أفكارا دخيلة على مجتمعنا وليس له بها أي صلة ..
هذه إشارات بسيطة وتنبيهات سريعة في ظاهرة فرضت أنفسها علينا أو بالأحرى فرضناها على أنفسنا ، أرجوا أن يكون فيها المنفعة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق