الجمعة، 27 أبريل 2012

البلوتوث نعمة يا أختي

كنا لا نعرف النقالات ولا حتى الاتصالات ، فمن الله علينا بجوالات نتحدث بها مع من نريد ومتى نريد وفق مشيئة المدبر المجيد ، ولكل نعمة شكر ، وشكر هذه النعمة استخدامها في قضاء حوائجنا وتدبير أمور ديننا ودنيانا ...
وأنعم بفتيات وشباب ورجال ونساء عرفوا كيف يستخدمون هذه الآليات في طاعة ربهم ، وسخروها في خدمة المصالح النافعة ..
ولكن ...
عندما ينال الإنسان نعمة لا يدري قيمتها ، أو يطالها من لا ضمير له ولا إيمان يحرك سلوكه أو على أقل تقدير إيمان ضعيف غطت عليه الشهوة ، وركبه الهوى ، فإن هذه النعمة تتحول باستخدامها السيئ إلى وبال قد يتعدى صاحبه ليشمل بضرره المجتمع وربما أمة بأسرها ..
هذا ومن المعلوم لدى الشباب أن شركات الاتصال وصناعة الهواتف وفرت لنا ( مشكورة ) خدمة ( البلوتوث ) وتبادل الملفات الصوتية والمرئية والصور وما إلى ذلك بين مختلف النقالات ، فأدرك من أدرك النعمة فرعاها ، وسار ركب الطيش بآخرين إلى منحدر خطير جدا ربما لم يفكروا في عاقبته جيدا ..
فطفقوا  يتبادلون الصور الخليعة والمقاطع الساقطة ، وربما قاموا بتصوير الشياه التي يصطادونها لينشروا صورها عبر ( البلوتوث ) لتظل وصمة عار في حياة تلك الغافلة ، وإن رجعت يوما ما ..

وفي هذا الشأن ومسؤولية القلم تتوجب علينا أن نقول للكريمة بنت حواء :
إن خدمة ( البلوتوث ) نعمة ، فعليك أن تدركي جيدا أنها كذلك ، وعليك أن تعلمي أن التساهل والاستهتار قد يحولها إلى نقمة ووبال عليك وعلى أهلك ومجتمعك ، فحاذري من:
(1) أن تقعي مصيدة كاميرا هاتف يحملها طائش غرك بكليماته المعسولة ، لتكون صورك بعد ذلك سلاحا يشهره في وجهك ، يستغلك بها ، ويفضحك متى شاء ، ويسود صورتك متى أراد ، ويدمر حياتك بأكملها بسبب غلطة عمر ...
فكم من الفتيات استهترن ب (مجرد صورة ) يلتقطها ( الصديق الوفي ) ك (ذكرى ) للود ، وشارة على الصداقة الوفية ، وكرهن أن يرفضن طلب ( الحبيب ) وليته ما صار حبيبا ، فإن الذئاب لا تحب إلا الافتراس لو عقلن ، ويا عجبا لمن يحب ذئبا أو يظن أن ذئبا يحبه ! – فصارت تلك الصور – أو المقاطع – كابوسا يؤرق مضاجعهن ، ويقلق رقادهن ، ويسهد أعينهن ، وجبلا من الهم يجثم على صدورهن ، يأبين إلا إخفاءه عزة وأنفا ، إلى أن يقع الفأس على الرأس ، وتستغل تلك الصور والمقاطع في إمتاع فلان ، وإرضاء زيد ، وتلبية لطلب عمرو ، فهم أصدقاء كما هي صديقة ، فما الفرق ، وما المشكلة ..
لا مشكلة يا أختي ولا مصيبة إلا مجرد( بيع حياة بأكملها !! ) بثمن بخس في سوق التكنلوجيا غير المستغلة الاستغلال الصحيح ..
(2) تبادل الصور الماجنة ، والمقاطع غير الأخلاقية التي يرى بعضهم مشاهدتها وتبادلها كشرب الماء الزلال ، مستهترين بتعاليم الدين الحنيف الذي شرفهم الله به ، ولولاه هم لا شيء وبلا شيء ، ومستهترين بحق المجتمع في صون كرامة أهله ، والحفاظ على أخلاقياته ، والحرص على بقاءه نظيفا ، وكأنهم ليسوا جزءا منه أو أن تلطخه بالرذيلة لا يضرهم ، ولو أبصروا لرأوا إنهم إنما يسعون لتدمير أنفسهم ، والزج بفضيلتهم في واد سحيق لا يدركون قعره ..
إنك أيتها العاقلة حين تسمحين لنفسك أن تبادلي غيرك مثل هذه الصور والمقاطع إنما تحفرين رمس مجتمعك بيدك ، فأنت فضيلة المجتمع ومفتاح بابها ، متى ما أهملت نفسك وتصرفاتك التي تتعلق بالفضيلة وضدها ، والحياء وما يجانبه ، جررت المجتمع بيديك إلى ما لا تحمد عقباه ، وليس هذا الكلام تهويلا ولا تضخيما للقضية ، حيث إن الفتاة في المجتمع إنما هي زهرته وبهاؤه ورمز حياؤه ، فإن تساهلت وسرت في الركب فإنك ستقادين كيفما شاءوا ، وتظهرين أنت في واجهة الصورة ، فيكون الظاهر أنك من يقود و الحقيقة أنت تقادين بسلاسل قد لا تستطيعين خلعها بسهولة ..
فكي لا تقودي المجتمع إلى عقبى غير طيبة ، كوني دائما رمزا للفتاة الحيية التي تترفع عن سفاسف الأمور ، وكل ما يخدش الحياء ، فما حياتك بعد خدشه ، وما قيمتك بعد خلع ثوبه ..

أيتها الفاضلة ..
إنهم إنما يريدونك وسيلة لتحقيق مقاصد رخيصة قد لا تعين مداها إلا إن تدبرت وعقلت ، ومددت بصرك وبصيرتك للأمام ..
وتذكري دائما أن الهاتف النقال نعمة ، كلما استخدمناه في حاجاتنا وحاجات أهلنا ومجتمعنا وأدينا حق شكره ربحنا الأجر الوفير ، ومتى ما استخدمناه باستهتار وغفلة وعدم مبالاة جررنا لأنفسنا منغصات قد لا نستطيع التخلص من ربقتها بسهولة ..
فاتق الله يا كريمة ، وكوني حرة لا تأسرك الشهوات ، عزيزة لا يذلك الهوى ، واعلمي أن العز والراحة والسعادة دائما في طاعة الله عز وجل والواقع خير شاهد ، ومن طلب الراحة في غير الدين فلا راحة له .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق