الجمعة، 27 أبريل 2012

وقفات حول تعدد الزوجات

 إن قضية تعدد الزوجات تعد إحدى القضايا الهامة التي كثر الأخذ والرد فيها ، وكثرت حولها الشبهات وحامت حولها حوائم ، وتلبدت حولها سحب وغمائم .......
قضية يتكلم فيها أهل العلم في الدين ، والمتخصصون في القضايا الاجتماعية ، وباحثي الأمور الاقتصادية ،ويستغلها دعاة التحرير لالقاء شبههم وتضليلاتهم ، ويقدح فيها المشككون في عدالة الدين الحنيف .......
لذلك أحببت أن أقف مع جوانب منها بعض الوقفات ، مستلهما من الله العون والسداد
الوقفة الأولى  : هل التعدد متعلق بظروف معينة ؟
فكرة غريبة  أصبح ينادي به كثيرون حتى من الطبقة المثقفة - وللأسف الشديد - فيجعلون التعدد إنما يكون في حالات عدم الإنجاب أو مرض الزوجة أو ما شابه ذلك ، وذلك مما لم يرد في كتاب ولا سنة ، فالتعدد هو الأصل كما قال تعالى : " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع "  وما ذهب إليه كثير من المفسرين ، ولو أن البعض من العلماء يرى أن الإفراد هو الأصل ، والنتيجة واحدة إلا من ناحية تقوية الأول على الثاني ، وهو غير داخل في قضية التعدد تحت الظروف ، التي هي نبتة بذرها أصحاب فكر يخططون لأمور أبعد مما نتصور للإطاحة بالأمة ، كما هو شأن أخواتها من القضايا .عموما التعدد مباح في غير الظروف التي يدعيها أولئك ، كما هو مقرر في كتب الفقه ، وبسطها علماءها في غير ما موضع من كتبهم ، وإنما هو مشروط بقضية العدل ، ومطلوب فيه السياسة الحكيمة ، والقدرة على إعالة الأسرتين وعدم الحيف والظلم على الأولى ولا الثانية ...

إن قضية التعدد حاليا وقعت بين مقراضين : تعسف الأزواج في استخدام الحق ، والمحاربة الشديدة من قبل بعض النساء ، والأمر وسط بين الطرفين ، فهو إباحة مشروطة من غير اعتبار ظروف تستوجبه ، فأمر إباحته لا تحتاج إلى بحث سبب أو ظرف داع ، المهم أن تطبق شروطه وما يستوجبه تمام التطبيق ، فلا ضرر ولا ضرار .
الثانية : الأسباب الرئيسة في محاربة التعدد أو عدم تقبله نفسيا على الأقل وهي :
(1)                      تعسف كثير من الأزواج في زماننا في استخدام الحق ويتجسد ذلك في :
-  أن بعضهم يكون  عاجزا عن عول أسرته الحالية ، ورغم ذلك  يقدم بكل جرأة على خطوة خطبة الثانية والزواج منها ، يا أخي إذا كنت عاجزا عن عول أسرتك الحالية ، ما سيكون حالك مع أسرتين ؟؟!!!!
-  الزوجة الأولى آخر من يعلم بالموضوع ، فتثور ثائرتها ، وتقيم الدنيا ولا تقعدها بأمر التعدد أولا وأمر سريته التامة عنها ثانيا ، فإذا ناقشته قال بكل برود : هذا حقي !!! يا أخي ما يضرك لو أتيت الأمر بسياسة وشاروت زوجتك ، وحاولت لإقناعها بوجهة نظرك بالطرق الحكيمة السليمة ، لتكون الأمور أكثر صفاء وأقل أحقادا ، وكي لا تخسر الأولى بالثانية .
-  عدم العدل بين الزوجات ، وهذا مصيبة المصائب ، فكثير من الأزواج – هداهم الله - يتزوج الثانية ، ويذر الأولى كالمطلقة بل أشد حالا منها ، يرميها ويبدأ في سلسلة الطلعات والرحلات مع زوجته الجديدة ، بل ويفضلها عليها مسكنا وملبسا ومعاملة ، أنسيت كل تلك العشرة يا أخي ؟؟!!!! قتل الإنسان ما اكفره .
-  استخدام البعض قضية التعدد سلاحا يشهره في وجه زوجته ،وأداة تهديد وإيذاء ، فتجد في كلامه معها ثالث كل كلمتين : سأتزوج عليك !!!! الإيذاء عموما لا يحل ، فكيف بشريكة حياتك ؟؟!!!!!!!!

-  إسكان الزوجة الثانية مع الأولى في بيت واحد ، والرجل يعلم تماما أن المسكينة الأولى يؤلمها أن تراه ينظر إلى الثانية فكيف يدخل ويخرج عليها ومعها أمام ناظريها ؟؟!!!!
-  عدم تفهم الزوج موقف المرأة الأولى عندما تعترض على مسألة التعدد ، فيظن جهلا أو تجاهلا أن ما تفعله اعتراض على حكم الشرع ، وتحريم لما أحل الله – وذلك يحدث كثيرا عند من يظنون أنفسهم أنهم ذوو علم بعدما حشوا ادمغتهم بمسألتين في الفقة - ، وفي الحقيقة أن مسألة الاعتراض على الزواج من الثانية فطرة غريزية في المرأة لأنها تريد أن يكون الرجل لها وحدها ، والغيرة موجودة لا تنكر حتى مع أمهات المؤمنين – رضي الله عنهن وارضاهن - .
فالزوج حصيف العقل يتفهم موقف زوجته ، ويقنعها بالموضوع بالسياسة والحكمة والموعظة الحسنة ، ويستقبل اعتراضاتها برحابة صدر ، ويناقشها في القضية نقاش متفهم واع لا نقاش متغطرس مستبد ، فإن ذلك خير من رميها بسلسلة من أوصاف التفسيق والتضليل والتكفير .
-  محاولة بعض المعددين التوفيق الإجباري بين الزوجتين وإرغامهما على أن يكن كالأختين – كما يقولون - ، فتثور ثائرته من مجرد خلاف بسيط بينهما أو غيرة أحداهما من الأخرى .
(2)      الإعلام الغربي ، بل وبعض الإعلام العربي ، كثيرا ما يظهر قضية تعدد الزوجات على أنها من أكبر مظاهر انتهاك حقوق الإنسان ، ومن أبشع صور ظلم المرأة ، رغبة منهم – أخزاهم الله – في الإطاحة بالشرع ومبادءه ، بالتشكيك في مدى صلاحية تعاليمه للمجتمعات البشرية ، وإظهار قصوره عن فهم النواحي الإنسانية والعاطفية ، فتظهر المرأة التي فكر زوجها بالزواج عليها ، وكأن أعظم المصائب حلت بها ، بل ربما عمدت بعضهن إلى ارتكاب أبشع الجرائم في حق الزوج أو حق الثانية ، لتكون قدوة لغيرها ، ويكون من خلفها عبرة لمن لا يعتبر ، وليكون ذلك رادعا لمن يفكر أو يحاول الأخذ بحقوقه الدينية .
وكأن هؤلاء الـ....... قد حافظوا على حقوق المرأة ، وكرموها أعز الإكرام !!!
ألستم أنتم من أخرج المرأة كاسية عارية إلى الأسواق بعد أن كانت محتشمة في بيتها ؟؟!!!!!
ألستم أنتم من جعل المرأة ترويجا للدعاية ، بإطهار صورتها متبرجة فاتنة حتى في دعايات الأحذية ؟؟!!!
ألستم من شجع الخليلات وسلسلة الخيانات الزوجية المتتابعة التي جعلت المرأة ترزأ في ظلها بنوبات من القلق وعدم الاستقرار النفسي ؟؟!!!!
ألستم من شجع خروج المرأة للعمل الرجالي ، وعرضتموها للمعاكسات بل والمراودات الجنسية الصريحة ؟؟!!!
ألستم من اتخذ المرأة سلعة تباع وتشترى عندما يخرس إعلامكم عن مناقشة قضايا غلاء المهور أو أكل مهر الفتاة أو مالها من قبل الولي والزوج مثلا ، ويفغر فاه في مسألة التعدد ؟؟!!!!
ألستم من أخرج المرأة في حانات الخمور والمراقص ليعبث بها من شاء كيفما شاء ومتى شاء ؟؟!!!!!
ألستم من أخرج المرأة لمواعدات الزنى والعهر والفجور ، لتنجب لقطاء لا يعرفون حقها ، ويرمونها في أقرب دار للعجزة  مع شديد الاحترام والتقدير ؟؟!!!
لقي أحدهم عجوزا فرنسية ومعها كلب ، قد اضفت عليه كل معاني الاحترام والتقدير ، فسئلت عن سبب اهتمامها بذلك الكلب ، قالت : أنجبت 11 ولدا وبنتا ، لا أعلم عنهم شيئا ولا يعلمون عني شيئا ، رموني بعدما أفنيت عمري من أجلهم ، فرأيت أن هذا الكلب خير منهم ، يؤنسني في وحدتي على الأقل ..
افتحوا أعينكم على تحطيم الأرقام والمؤشرات في الاعتداء على المحارم ووالأطفال و القصّر والجنس الجماعي والجنس الحيواني وجنس المثل والاغتصاب والتلذذ الجنسي بالتعذيب وجنس الأدوات الحادة في بلدان الإباحية ...
أليس التعدد خير من نظام الخليلات ، والخيانة الزوجية ، ومحاربة من برأكم من ماء مهين ، وسواكم أناسا في أحسن تقويم ؟؟!!!!!
لقد قالوا
-         الختان انتهاك لحقوق الإنسان ......
-        محمد تزوج عددا من النساء لأنه شهواني أو جنسي .
-        الجهاد في سبيل الله إرهاب .
-        الإسلام انتشر بحد السيف .
-        الإسلام دين الإرهاب والترويع .
-        الغناء فن ، والرقص عمل ، والخمر مشروبات روحية ، والربا فائدة ووووو
    وما زالوا يقولون ويقولون ، فلتعو الكلاب .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق