الجمعة، 27 أبريل 2012

وقفات مع فتيات المحلات .. الحلقة الرابعة

سأحاول في هذه الحلقة – كما وعدت – البحث في الأسباب التي تدفع الفتاة للعمل في محلات الرجال ، وسأوجه خطابي لهذه الفتاة مباشرة ...
أختي الفاضلة ..
إن كان الفقر دفعك إلى  هذا العمل ، فتذكري المثل العربي القائل : تموت الحرة ولا تأكل بثدييها ..
بل دعك من العرب وأمثالهم وانظري في وصايا الله – سبحانه وتعالى – لك ، في كتاب الله تعالى وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، ففيهما الخلاص والنجاة ، ولا تلقي بنفسك في هذه الهاوية السحيقة من المعصية كي تتخلصي من الفقر والفاقة ، فليس في المعصية خير ، وليس في المال المجني بمثل هذه الطريقة أية بركة ..
ثم انظري – هداك الله – إلى أن ما تعطينه ما هو إلا حفنة قليلة جدا من المال ، أو هو فضلة طمع صاحب المحل ، الذي ربما يدر من تحت يديك أموالا طائلة يلقي إليك بفتاتها ، ويعرضك سلعة بين السلع ، ووسيلة ترويج لمحله ، فتعقلي ...
وللتخلص من الفقر ومشكلته وسائل أخرى ، فما أكثر المحلات التي ترتادها النساء ، فاستبدلي موقعك هنا بموقع شريف هناك ، وتكسبي منه ما رزقك الله ، أو قومي ببعض الأعمال اليدوية كبيع حاجيات النساء في المنزل ، أو تدربي على الخياطة والتفصيل ، والأشغال الفنية واليدوية ، وما شابه ذلك ، ولن تعدمي وسيلة – بمشيئة الله تعالى - ، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ...
وإن كان ما دفعك إلى هذا العمل الرغبة في الزواج ، فاسمحيلي أن اقول لك :لقد أخطأت الوسيلة ، فإن هؤلاء الشباب الذين يدخلون عليك ، ويمازحونك ، ويلاطفونك ، وربما تدرع بعضهم بلباس الحب ، ولبس أثواب الغرام ، معسلا الكلام ، وملينا القول ؛ إنما هؤلاء حفنة من الذئاب ، لا تعرف حبا ، ولا ترعى ذمة ، ما يطلبون إلا شهوتهم ، ولا يبحثون إلا عن لذتهم ، واعتبري بمن حولك ، فما أكثر العوانس اللائي عملن بمثل هذه الأعمال راجيات زواجا ناجحا ، فتظل الواحدة منهن سنوات وسنوات في محلها دون أن يلتفت إليها أي ممن يخدعونها بلين القول ، بل يصرح كثير منهم بقوله : الزواج شيء والتسلية شيء آخر ، أي أنهم إنما ينظرون إلى أمثالك أنك مجرد تسلية ، وعندما يجد الجد ، ويرغب فعلا في الزواج ، ينظر إلى المحتشمات في بيوتهم، ولو كان من أبعد الشباب عن الحشمة والوقار ، لأنه – مع احترامي الشديد – يريد زوجته خالصة له ، ولا يرغب فيمن يدخل عليها من شاء ، وينظر إليها من رغب ، ويحادثها ويمازحها من أراد ..
وكم من الفتيات وقعن ضحايا لإغراءات شباب وعدوهن بالزواج ، أو أوهموهن – على الأقل – أنهم في أتم الاستعداد للزواج بهن ، وذلك ريثما تزول الأقنعة ويرفع الحجاب ، فيكشف الذئب عن حاد أنيابه ، وكأنه لم يعرف هذه الفتاة أو كلمها من قبل ...
نعم تزوجت بعضهن ، ولكن انظري – هداك الله – إلى من تزوجن ، غالبا تجديه وضيعا في ناحية اجتماعية معينة ، أي – وبعبارة أخرى – ربما لا تقبل به فتيات البيوت ..
سنوات وسنوات من الحرمان العاطفي الرهيب ، والفراغ الفكري العصيب ، تتلفح الفتاة العاملة في هذه المحلات موجات صاخبة من لفحات العنوسة ومتاعبها وآلامها ..
ترجع في كل يوم إلى بيت ( أهلها ) وقد أخذ الإرهاق منها مأخذه ، والتعب فوق حاجته وربما فوق طاقتها ، ناهيك عن أيام ( الدورة الشهرية ) ومتاعبها وصعوباتها التي تزداد مع عمل مرهق مضن كهذا ..
ترجع لتأوي فراشها سابحة في شتى الأحلام ، وما قيمة الأحلام دون فارس الأحلام  يا ابنة العرب ؟!!
هل فعلا تودين الزواج ممن يلاعب هذه ويمازح هذه ، ويدغدغ عواطف تلك ، ويتلاعب بمشاعر وأحاسيس أولئك ؟؟!!
بل هل تعتقدين حقا أنه يرغب في زواج أو أنه أهل وكفؤ لتحمل مسؤوليات كهذه بحق ؟!!
أنظري حولك جيدا ، وسترين السنوات تمر عليك بين تلك الجدران الأربعة بل الأربعة عشر ، فللمعصية جدر أشد من جدر الاسمنت مزخرفة بزخارف الوهم والخيالات الباطلة والأحلام الكاذبة ، واللذات سريعة التحول إلى مآس وآلام ...
فلا خاطب طرق الباب ، ولا راحة حصدت في تلك السنين ، ولا علم تنفعين به نفسك وغيرك ..
أختي الفاضلة ...
قري في بيتك بعفة ووقار ، واطردي الملل – إن كان الدافع لمثل هذا العمل – بصنوف طاعة المولى – سبحانه وتعالى - ، ومتابعة البرامج المفيدة في الإذاعة أو التلفاز أو الانترنت ، ومختلف المصادر الثقافية ، والقيام بإخلاص بالأعمال المنزلية والتشاغل بشيء مما ذكرنا في قضية المال ...

أختي الكريمة
إن دينك الإسلامي الحنيف حين جعل بينك وبين الجنس الآخر ( حواجز ) ، لم يرد إهانتك وشقاءك ، إنما أرادك درة مكنونة ، تحف بالصون ، وتحفظ في قالب من الحياء والستر والعفة ، فما أعظم تكريمه لك أن جعلك كالدرة غلاء وثمنا ، وما أشنع فعلة غيره حين أرادك لذة وسلعة ومرتعا لقضاء شهوات عاجلة ...
فكوني حيث أرادك الله وفقك الله وهدانا وإياك ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق