الجمعة، 27 أبريل 2012

وقفات مع فتيات المحلات .. الحلقة الثالثة

أخي القارئ الكريم :
وعدنا في الحلقة الماضية أن نتحدث عن رأي الشرع الحنيف في مأساة بيع الفتيات في محلات الذكور ، وها نحن نفي ، فنورد ما لم نقله في طي الكلام في الحلقات الماضية ..
أيها القارئ الكريم ..
لقد تعدت هذه الفتاة وشريكيها  ( ولي أمرها وصاحب المحل ) جملة من التوصيات الربانية الهامة ، ونذكرها ببعضها مثالا لا حصرا :
أولا : أمر الله تعالى المرأة بالقرار في البيت  ، فقال – تعالى – : " وقرن في بيوتكن " ، وهو خطاب من الله تعالى لأمهات المؤمنين والنساء من بعدهن بالقرار في البيت ، وعدم الخروج هنا وهناك إلا لحاجة ، ولا أظن عاقلا يقول أن خروج الفتاة يوميا لتبيع في محل ( ذكوري ) خالص يعتبر حاجة شرعا ...
ثانيا : نهى الله – سبحانه وتعالى – عن التبرج ، فقال : " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "  ، ولا يختلف اثنان أن خروج ( بعضهن ) بالهيئة التي ذكرنا تبرجا ، ولا أعتقد أن التبرج في نظر بعضهم يقتصر على خروج المرأة عارية ليس عليها ثوب ..
ثالثا : قال تعالى : " وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب " ، وهذا الخطاب لأطهر النساء ( أمهات المؤمنين ) وأطهر الرجال ( صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ) ، ولا أظن أن أحدا يدعي أنه أنقى منهم أو منهن قلبا أو أصفى سريرة ...
رابعا: قال تعالى : " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون " ، وهذا الفعل إشاعة للفاحشة والرذيلة في المجتمع ، إذ هو تهيئة صريحة ومباشرة لأسبابها ، وليست الفاحشة مقصورة على الزنى الصريح كما هو مقرر في كتب التفسير والفقه ..
خامسا  قال تعالى : " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق "
وهذا نهي واضح عن الفتنة ، ولا فتنة أضر من النساء ، ولا أضر في ذلك من خروج الفتاة الشابة متزينة متعطرة ليدخل عليها عشرات الشباب الأجانب يوميا ...
سادسا : " قال – صلى الله عليه وسلم - : " إياكم والدخول على النساء ، قالوا : أرأيت الحمو يا رسول الله : قال : الحمو الموت الحمو الموت الحمو الموت "
وهو زجر صريح عن الدخول على النساء الأجنبيات حتى من قبل الحمو ، فكيف بمن تفتح الباب على مصراعيه لكل من شاء ...
سابعا :  قال – صلى الله عليه وسلم - : " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " ، وبمفهومه تحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية ، وكثيرا ما تحصل هذه الخلوة بين الفتاة البائعة وشاب دخل عليها المحل أو بينها وصاحب المحل ...
ثامنا : قال – صلى الله عليه وسلم - : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " ، وهو شارح لأمر الله تعالى المرأة القرار في البيت ، ومفسر لعلته ، إذ أن المرأة عورة ، لذلك وجب صونها وحمايتها كالدرة في الصدفة ...
تاسعا : كان – صلى الله عليه وسلم – إذا سلم من الصلاة ثبت قليلا ، كي تخرج النساء ، ثم يخرج ليخرج بعده الرجال ، حتى لا يختلطوا ببعضهم ..
عاشرا : قال – تعالى – " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم "
وقال : " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن "
وهؤلاء الفتيات جعلن أنفسهم مرمى لسهام نظرات الشباب صبحا ومساء ، كما أنهن لا بد منهن للنظر إلى الرجال بين الدقيقة والأخرى ، فكيف لمطرقة أن تبيع في محل ؟!!
حادي عشر : قال – صلى الله عليه وسلم – " اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم ..
وقال : " ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء) رواه البخاري ومسلم ..
ففتنة المرأة أخطر الفتن كما هو واضح من الحديثين ...
ناهيك عن الآثار السلبية الكبيرة التي يحدثها هذا التصرف ، وهو دليل كاف لتحريمه ..
وأما من تخرج متزينة متعطرة ،أو تقع في محظورات غير مجرد وجودها في المحل  فهي تتخطى حدودا أخرى غير ما ذكرنا ، ومنها :
أولا : قال - صلى الله عليه وآله وسلم - : " لعن الله النامصة والمتنمصة ، والواشمة والمستوشمة ، والواصلة والمستوصلة ، والمتفلجات للحسن "
وكثير من هذه الفتيات تقع في النمص والوشم وما يجري مجراه ، وهب – وذلك بعيد – أنه لم يدخل أي أجنبي عليها في المحل ، فلا زالت الفتاة واقعة في المحظور ، وتحتسي لعنات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صباحا ومساء ، فإن مجرد وجودها بهذه الصورة الفاتنة في محل من المحتمل أن يدخل عليها فيه رجل غريب في أي لحظة معصية لله ورسوله ...
ثانيا : قال – صلى الله عليه وسلم - : " أيما امرأة خرجت من بيتها مستعطرة فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية "
وهل من الشرف أن تتلقى عاقلة مثل هذا الوصف؟!! أم من الفخر أن يأخذ عنها أفضل خلق الله ، ومن بذل حياته وجهده ووقته وطاقاته لينقذنا من الضلالة – مثل هذه الصورة ؟؟!!!
ثالثا : قال تعالى : " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض " ، والتلين في الكلام ومداعبة وممازحة الشباب الداخلين والضحكات والابتسامات ، أليس كل ذلك داخل في النهي عن الخضوع بالقول ، ومؤد إلى طمع من في قلبه مرض ؟!!
والقرآن الكريم والسنة المطهرة تزخران بمثل هذه التوجيهات والأوامر التي تتخطاها مثل هؤلاء الفتيات ...
فكيف استضعفت مثل هذه الفتاة  نفسها الضعيفة ، حتى صارت  أضعف منها ، وجرأتها على توقيع عقد اتفاق مع أصحاب هذه المتاجر ، لتخرج كل يوم كعروس في ليلة زفاها ، إلى أحد هذه الأماكن لتكون البائعة أو المحاسبة فيها ؟؟!!!
أما خطر لها خاطر يوما أنها تسير يوميا وبخطى مترنحة في الدرب الخطأ ، وتتجه بسرعة هائلة نحو هاوية سحيقة ؟؟!!!
أما حصل لها تأنيب ضمير بين جنبيها ؟ أم أن دقاته خفتت وتوارت خجلا عندما غطي العقل بغشاوة فلم يعد يستطيع التفكير والتأمل ؟!!
لا شك أن وراء هذا التجرؤ على حدود الله تعالى ، ثم حدود المجتمع والأعراف السائدة أسباب ، وهذا ما سأحاول البحث عنه في الحلقة القادمة بإذن الله ، فابقوا معنا ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق