الأحد، 29 أبريل 2012

مع عاملات المنازل .. الحلقة الثالثة

ذكرنا في الحلقة الماضية أن معظم بيوتنا لو تدبرت وتأملت لاستغنت عن الخادمات ، وإنما كثرت العاملات في بيوتنا لأسباب يمكن إجمالها في قلة وعي المرأة بأهمية عمل البيت لها من ناحية عاطفية ودينية وصحية ، وترفع الرجل أو كسله عن إعانة زوجته بما يقدر من أعباء المنزل ، وعدم تعويد الأطفال على الاعتماد على أنفسهم والمساعدة في عمل البيت ، إضافة إلى حب الراحة والدلال والترف والتقليد الأعمى والمباهاة والمفاخرة ..
وتبقى بعد ذلك حالات تحتاج فعلا لخادمة من أهمها :
(1)      ضعف المرأة صحيا ،وتدهور عافيتها ، وضعف قدرتها فعلا على القيام بأعباء المنزل ، وليس وهم عدم القدرة والتكاسل والخمول ..
(2)      عمل المرأة خارج البيت لفترات طويلة ، سيما المعلمة التي ترهق في المدرسة ، وتعود منهكة ، حاملة لكثير من الأعمال المدرسية التي يتوجب عليها أن تقوم بها في البيت ، وهذه لو استطاعت أن تستغني أيضا عن الخادمة وساعفتها صحتها وعافيتها على الجمع بين أعمال الوظيفة وأعمال المنزل فإني أنصحها بأن لا تأتي بعاملة لما لها من سلبيات سنبينها لاحقا ..
(3)      كثرة أعباء المنزل حيث المنزل الكبير والأولاد الكثر والتقدم في العمر ، وهذه أيضا إن قدرت على الاستغناء بتعويد الأولاد على العمل ، وبعون الزوج فحسن وإلا استقدمت عاملة ..
(4)      وبطبيعة الحال لا ننسى تلك الحالات التي تحتاج لمثل هذا ، كاستقدام العاملة لرعاية مسن طاعن أو مريض مرضا مزمنا أو ما شابه ، نسأل الله العافية والسلامة للجميع ..
هذه إجمال الحالات التي تحتاج فعلا لاستقدام عاملة ، أما أن تكون المرأة غير موظفة وجالسة في البيت لا شغل ولا مشغلة كما يقولون ، وهي بكامل صحتها وعافيتها فإن من الخطأ الفادح أن تركن إلى الدعة والخمول ، معتقدة أن سعادتها في ذلك ، وتستجلب خادمة تقوم على أمور بيتها وشؤون زوجها وأولادها ، فتكون صاحبة البيت الأصلية في الهامش الذي وضعت نفسها فيه ، تغالب السمنة ، وتصارع أمراض الترف والكسل ، وتتقلب من فراش إلى فراش ، قد أخذ الخمول منها كل مأخذ ، لا يجد منها زوجها شربة تروي ظمأ عطشه وظمأ حبه ، ولا طعاما يسد به رمق جوعه ورمق شوقه ، بل يجد العاملة في الواجهة هي سيدة البيت الحقيقية وإن كانت تؤمر وتنهى في الظاهر ..
أيتها العاقلة ..
لا تتخلي عن سيادة بيتك بهذه السهولة وتسلميها لامرأة أجنبية ، تسلب منك جزءا من عاطفة زوجك وتنهش شيئا من عافيتك دون أن تحسين ، وتأخذ جزءا من عاطفة أولادك دون أن تدرين إضافة إلى سلبيات كثيرة سنحاول أن نبينها في الحلقة القادمة – بإذن الله - ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق