الأحد، 29 أبريل 2012

مع عاملات المنازل .. الحلقة الثانية


وعدنا أن نتكلم في هذه الحلقة عن مدى حاجة بيوتنا لخادمة أو شغالة ..
أرى من وجهة نظري القاصرة أن كثيرا من بيوتنا التي تستخدم هذه الشغالات ليست بحاجة فعلية لها ، وإنما الذي أوجد هذا العدد الهائل من الشغالات أسباب وعوامل عدة من أهمها :
(1)      التقليد الأعمى وغيرة النساء من بعضهن  ،والمباهاة والمفاخرة  وكم جر التقليد الأعمى إلى مزالق ومهاو عندما يكون هو القائد ، فتجد المرأة ترى بعض جيرانها أو أقاربها استقدم خادمة ، فتقول للزوج فورا : هل أنا أقل من فلانة وقد جاء لها زوجها بشغالة ، لم أنا أتعب وغيري مرتاح ..
(2)      عدم إدراك المرأة جيدا حقيقة أن عملها في البيت به  أجر وثواب عظيم ، بل هو رأس عبادتها ، ومن أهم واجباتها الدينية ..
(3)      قلة وعي بعض الزوجات أن استلام الخادمة لأعمال المنزل عنها ، له تأثير سلبي على الناحية العاطفية بينها وبين زوجها ، حيث أن ثمة فرق – بلا شك – بين أن يأكل الزوج طعاما صنعته له زوجته ، ويشرب الشراب الذي أعدته زوجته ، ويلبس الثوب الذي غسلته وكوته زوجته ، وبين أن يكون هذا من يد العاملة ..
(4)      القناعات النفسية الزائفة ، حيث تعتقد كثير من النساء أنهن لا يقدرن فعلا  على شغل البيت ، وهذا ناتج من كثرة ما يسمعن من تذمر من حولهن من كل عمل وشغل سيما من لا تحتسب أجر عملها عند الله ، فتتوهم أنها بحاجة فعلية للخادمة ، حيث تقول ماذا أفعل لا أقدر ، كيف أعيش بدون خادمة ؟!!
(5)       قلة الاكتراث بتقسيم الأوقات وترتيب الأعمال والواجبات ، حيث العشوائية في العمل المنزلي ، وعدم تخصيص وقت معين لتغسيل الملابس ، ووقت آخر لكنس المنزل ، ووقت لكذا وكذا ، بل قفزة هنا لغسل ( فانيلتين ) ، وقفزة هناك لكنس غرفة ، وقفزة ثالثة لكي ( دشداشة ) وهكذا ، مما يحدث الإرباك وكثرة الحركة وعدم التوقف ، وقلة الفراغ ، ولو رتبت أعمالها بجدول أسبوعي أو حتى يومي لوجدت أن الأمر ليس بتلك الصعوبة التي كانت تتوهمها أو التي أوقعت نفسها فيها .
(6)      الزوج لا يمت له عمل المنزل بصلة ، وليس بينهما أدنى قرابة أو نسب ، فلا يلتفت إلى شيء منه قط ، حيث كثير من الأزواج من العيب أو من المحال عندهم أن يقوم في يوم من الأيام بغسل ملابس أو صحون  أو كنس غرفة أو حتى إعداد فاكهة للضيوف !!
ونسينا أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم وهو من هو كان في حاجة أهله ، يعينهم في أعمال المنزل ..
(7)      عدم تعويد الأبناء على الاعتماد على أنفسهم في تغسيل ملابسهم  وكيها وترتيبها في الدواليب ، وعدم تعويدهم على المساعدة في أعمال البيت ألأخرى من كنس وتنظيف وغسل للأواني وما شابه ، فتجد الأبناء في بعض الأسر لا يمس ماعونا ولا يلتقط ورقة من الأرض قط !!
بل يساعد بشكل فعال في زيادة المتاعب والمشاغل في البيت بعدم ترتيبه لأموره ، وقلة اكتراثه بنظافة البيت وأدواته ، فيضيف أعباء جديدة على الأم المسكينة ..
(8)      حب الدعة والركون إلى الراحة والدلال ، وما درت النساء أن صحتهن وعافيتهن إنما هي في العمل المنظم ، لا في النوم والتقلب في الفراش ..
فلو التفت الناس لهذه الأمور ، وأدركوا هذه الأسباب والعوامل وحاولوا فعلا علاجها لقلت الحاجة المصطنعة للشغالات ، ولتقلص هذا العدد الهائل من العاملات التي تملأ بيوتنا ..
ولبقيت حالات قليلة تحتاج فعلا لخادمة سنتحدث عنها غدا – بمشيئة المولى -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق