الاثنين، 23 أبريل 2012

ميت الهمة

يستيقظ باكرا قبيل الظهيرة بقليل ....
ليترنح بخطوات بطيئة متثاقلة حاملا منشفته نحو مكان الاستحمام ....
وعله ينام هناك وقوفا تحت شلال الاستحمام الساقط من الأنبوبة العليا ، حيث لا يخرج قبل مضي 45 دقيقة .....
يتجول بعينين بارزتين إلى الخارج من طول النوم داخل غرفته ، ثم يخرج إلى المطبخ ....
قد لا يلقي على أهله السلام ، فربما لم يرهم ، ويكفيهم أن يسمعوا على لسان حال عينيه ، استيقظ ابنكم لتوه ، وقد سئمنا المكوث في وجهه لولا الأعصاب التي تشدنا في جسمه الميت حقيقة .....
يتناول ( فطوره ) في ذلكم الوقت المبكر ، ثم يرجع إلى غرفته ، ليفتح جزءا من عينيه المثقلتين على التلفاز من قناة إلى أخرى .....
يعاود النوم ظهرا ، ويتفسح قليلا مع أصحابه عصرا ....
أما الليل – وما أدراك ما الليل – فللجلوس مع ( الأصدقاء ) ومتابعة القنوات والأفلام ، وزيارة المشاوي والمقاهي ، وبقية حياة أمثاله ، إلى أن يرجع إلى فراغة إلى نهاية النوم ....
هكذا هو في أي إجازة كانت أسبوعية أو سنوية ....
وليس أوقات دوامه بأحسن حالا – إن كان له عمل رأسا - ، غير أن العمل يأخذ بعض الفترة الصباحية ، لتقضى البقية في اللهو واللعب والنوم ....
همة زارتها الأمراض فتمرضت ، ثم تداعت عليها أمراض أخرى ، واختطفتها علل شتى ، حتى كادت أن تودي بحياتها ، ولا أستبعد موتها بالكلية .....
لا تقم لأمر دنيا ولا دين ...
ولا تنشط إلا لنومة أو سياحة أو أكلة وكل شهوة ونزوة لا تحقق شيئا من فائدة دنيوية أو أخروية ....
العبادات مركونة إلى جنب ، قد يؤديها وكأنه يحمل جبلا أثناء أداءها ....
أما خدمة الأهل والأسرة فلا تسل عنها ، فهي متروكة لفلان وعلان ....
وليس نفسه بأوفر حظا من الأسرة ، فليس ثمة همة تحقق أبسط مصالحها وحاجاتها الدنيوية والأخروية ...
يا هذا ....
أرجو ألا تكون نائما هذه اللحظة ، فبودي أن أوجه لك كليمات على عجل ....
ما الذي دهاك وأوصلك إلى هذه الحالة ، وأنت تشهد أن لا إله إلا الله ، وحولك من الكائنات التي تسبح بحمد الله تعالى ما لا حصر له ؟!!
ألا ترى أنك صفر اليدين ، فلا دين أقمت ، ولا أمر دنيا حاولت ....
أم أنك تحلم بذلك في نوماتك الطويلة ، فتدغدغك الأحلام ، وتنسيك ا،ك يجب أن تكد وتجتهد في سبيل الوصول إلى الغايات ؟
أو أنك ليس لك غايات أصلا ؟؟!!
هذا ما يخبرنا به حالك الأليم ، لو أن لك غاية وهدفا ساميا تود تحقيقه لقامت له همتك ، وما تردت حالتك إلى هذا الحد ....
فاصنع لنفسك هدفا تنشده ، وشمر عن ساعديك وأوقظ همتك النائمة ، وتداركها قبل موتها ، واستيقظ من رقدتك ، فإن أمامك رقدة طويلة بعدها ما بعدها ......

محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق