الاثنين، 30 أبريل 2012

بحمد الله .. ربحت 45 ريالا وأجرها

في صباح أحد الأيام ، كنت وصديقي في إجازة ، فاتفقنا أن نخرج سويا صباح ذلك اليوم لقضاء بعض الحوائج بسيارته ..
وعادتي أن تستقل زوجتي السيارة للمدرسة في مثل هذه الأحوال ، والأصل أن أوصلها في الأحوال العادية ..
ولكن في صباح هذا اليوم قالت : لن أستقل السيارة اليوم ستمر لي إحدى زميلاتي !!
وفي العادة أيضا نذهب أنا وصديقي سويا لنوصل ابنتي لبيت جدتها  حتى وإن توفرت لدي السيارة ..
 ولكن اليوم قلت : أستغل الوقت وأوصلها بنفسي ..
وعند عودتي من بيت الجدة اتصلت به وقلت له : نلتقي عند بيتي ..
ثم وخلاف العادة أيضا : استبطأت صديقي ، وقلت : سأستغل الوقت واتقدمه للسوق ، واتصلت به واتفقت على أن نلتقي في مكان محدد في السوق ..
وعند مدخل السوق ، وأنا الذي يفترض بي أن أكون في هذا الوقت منتظرا لصاحبي في البيت ، أسير  بسيارتي التي يفترض أن تكون إما عند زوجتي في المدرسة أو أن تكون في البيت ..
تضرب متدربة السياقة التي أمامي الكابح فجأة ، فأرتطم بخلفية سيارتها !!
وباختصار ذهبنا للشرطة ، والخطأ طبعا – وحسب قوانين الشرطة – علي ، ودفعت لها 45 ريالا !!
سبحان ربي ..
كدت أن أقول في نفسي لو كان كذا كان كذا ، لو ذهبت زوجتي بالسيارة المدرسة ، لو تركت السيارة بالبيت ، لو انتظرت صديقي لو ولو ولو ..
 ولكن تذكرت قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : " لا تقل لو كان كذا كان كذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل " ..
سبحان الله ، من بداية اليوم والأقدار تجرني إلى موقع الحادث بالضبط ، حيث اختلفت عدة عادات كانت تحدث في ذلك اليوم ، لا لشيء إلا ليقع هذا الأمر الذي من المؤكد أن فيه الخير  ، وإلا ما قدره المولى ..
لذلك لم أقل : لقد خسرت 45 ريالا ، ولو انتظرت وما فعلت لربحتها ، بل لقد ربحت شحنة إيمانية جديدة ، واحتسبت أجر ما دفعت عند الله ..
ولو تذمرت وقلت لو كان كذا كان كذا لخسرت ما دفعت فعلا ، ولدفعت معه شيئا من يقيني بالله ، ولربما وصل بي الحال لأبعد من ذلك في البعد عن دائرة الإيمان ..
فعلينا أن نعلم أن ما يحدث من أقدار لا يمكن أن يحدث غيره ، فمن الاستحالة أن تكون سيارتي حينها في البيت أو في مدرسة الأهل وقد قدر الله أن يقع بها حادث في تلك اللحظة وفي ذلك الموقع ..
لا يمكن أبدا ..
فلنأخذ بالأسباب ، ولنأخذ حذرنا ، ومتى ما وقع قدر فلنقل : قدر الله وما شاء فعل ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق