الاثنين، 30 أبريل 2012

لن أؤذن .. حتى تعطوني راتبا !

يقول أحد أئمة المساجد :
في أحد الأيام ، تأخرت دقائق عن الصلاة في المسجد الذي أصلي فيه لظرف طارئ ..
وكانت صلاة المغرب التي يتوافد فيها الناس للجماعة أكثر من غيرها ..
فقلت في نفسي : الحمد لله إنها المغرب ، ففي وقت الأذان الأهالي موجودون وسيقومون بالأذان ..
وعندما وصلت المسجد إذا فيه ما يزيد على عشرين شخصا من أهل المنطقة ، ينظرون إلي نظرات غريبة ، وما إن دلفت حتى قال لي أحد كبار السن : يا فلان لماذا لم تقدم للأذان ..
فقلت : أولم تؤذنوا ؟
قالوا وبعبارات مختلفة والمعنى واحد : ألست أنت من يعطى ( فلوسا ) للأذان ؟!!!
فقلت لهم : وافترضوا أني لم آت أصلا ، هل ستتصلون بمدير الإدارة  ليعين لكم مؤذنا لتلك الصلاة يستلم أجرته في صباح الغد ؟!!!
سبحان الله ..
مسجد به أكثر من عشرين شخصا ينظر بعضهم إلى بعض ، متربصين بالإمام الذي يستلم راتبا كي يأتي ويؤذن ، وعلى مسامعهم الأذان من كل ناحية ، وقد تأكدوا من دخول الوقت وأن قد حان وقت الأذان ، كما تأكدوا أنه لا مانع قانونا من أن يؤذنوا سيما وأن الإمام غير حاضر !!
هل أصبحت المادة هي الوقود الذي يحرك مثل هؤلاء الناس لفعل الخير والبر ؟!!
أم أن الحسد يعمي القلوب ويجعلها لا تلحظ أن من الخطأ أن يجتمع هذا الجمع الغفير ولا يقوم أحدهم - طالبا الأجر من الله -  للأذان   ؟!!
ما يعنيني أن فلانا يعطى كذا أو كذا لصلاته أو أذانه حين أكسب أجرا من عند رب العالمين على رفعي كلمة : الله أكبر ..
ما ينقصني إن كان فلانا يستلم راتبا آخر الشهر إن قمت للأذان وصرت من الذي تطول أعناقهم يوم القيامة ..
ألا يعلم هؤلاء أنه لا يسمع صوت المؤذن شجر ولا حجر إلا شهد له يوم القيامة كما ثبت في الحديث الشريف ؟
غريب فعلا أن يشغلنا التفكير في مال زيد وراتب عمرو ، وما يحصله فلان وأن يلهينا حسد هذا وذاك عن طلب الأجر والثواب ، فنترك أعمال خير فيها من الأجر العظيم لا لشيء إلا لأننا لا نعطى عليها راتبا ..
فلنتق الله وليكن الله غايتنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق