الأحد، 29 أبريل 2012

مع عاملات المنازل .. الحلقة السادسة

نتواصل معك أخي القارئ أختي القارئ في الحديث عن سلبيات استقدام خادمة لا حاجة حقيقية تدعوا لاستجلابها :
(6) فكر الأبناء والتطور العكسي
إن العاملة حين تأتي من بلاد بعيد ، إنما تأتي وفي جعبتها أفكار ليست كالأفكار التي في حقيبتنا ، والتي نسعى أن نربي أبناءنا عليها حتى يحافظوا على هويتنا وهوية مجتمعنا ..
وطالما سمعنا الحديث عن صديق السوء وأثره السلبي على صديقه فكريا ، ولكنا قلما نسمع عن أثر هذه العاملات فكريا ، والقضية متقاربة حقيقة ، فخطر صديق السوء وتشرب أفكاره إنما أتى من كثرة اللقاءات والمخالطات ..
 الفارق هنا  أنه قد يكون ما تأتي به العاملة ليس كله سيء ، أو قل إن شئت ليس كلهن كذلك ، ولكن ما أدرانا بجميع أفكارها ، إنها ليست بطيخة فننقشها لنرى أنها جيده من نظرة واحدة ، إنها إنسان معقد التراكيب الفكرية والنفسية والعصبية ، لا ندري ما تحمل ، وما ستغرسه في قلوب أبناءنا ..
وتزيد هذه عن الصديق أنها ليل نهار مع أبناءنا ، فهي صديق دائم من نوع خاص جدا ، وكما قدمنا فإن الإحسان يجلب الاستحسان ، والبر يجلب المودة ، والتعاون يجلب التآلف ، وبالتالي قد يعجب أبناءنا بشخصية هذا الكائن الغريب من خلال ما يقدمه لهم من خدمات يرون انها جليلة القدر ، وهي كذلك عندما تترفع أمهم عن تقديمها ، وهذا الإعجاب يقود إلى الإيمان بما يؤمن به المعجب به ، وبالتالي تقبل أفكاره وتشربها ..
وهب أن أفكار هذه العاملة ليس فيها محظور ديني ، فعلى الأقل أنها لا تصلح غالبا لمجتمعنا ، فهي دخيلة عليه ..
وقد يستصغر بعضهم القضية ، ويرى أننا نبالغ فيها ، ولكن الواقع شهد لحالات مريرة تكبدت ويلات من الأفكار السامة التي تشربها الأبناء من العاملات الأجنبيات ..
حيث يصحو الوالد الكريم والأم الغالية ضحى وقد أزهقت روح الأفكار السليمة لأبنائهم ويبس دمها ، فيصرخون ويزمجرون ويبرقون ويرعدون في وجه الأبناء : من أين هذه الأفكار التافهة ، من قال لك ذلك ، ما الذي أسمعه !
أنتما من جلبتم هذه التوافه بكامل رضاكما ، حين استجلبتم غريبة في داركم لا تحتاجون لخدمتها أصلا ، ولو كنتم محتاجين لمثلها ، وأحسنتم الاختيار ، ودققتم المتابعة لكنتم قد أديتم ما عليكم ولرفع اللوم والعتب عنكم ، ولكن أن يقلع المرء عينه بإصبعه ثم يشكو جاره فإن الأمر من الغرابة بمكان ..
(7) لغة الأبناء والتطور إلى الخلف
إن العاملات التي تستقدم الغالبية العظمى منهن لا يتحدثن اللغة العربية أصلا ، ومن عملت في مكان ما فإنها تعرف لغة عربية مكسرة محطمة بل مهشمة بمعنى الكلمة ..
ونحن إذ نريد لأبنائنا أن يكون لسانهم لسانا عربيا فصيحا ، نجد أنهم في كل يوم أو يومين يرقطون كليمات من هذا الكائن ذي اللسان الأعجمي الدخيل ..
وما ذاك بغريب ، إذ قد تكلمهم العاملة أكثر مما تكلمهم أمهم ، ولو كان العكس فالأمر لا يزال فيه ما فيه ، إذ أن تلك النسبة التي تحوزها العاملة من تعليم اللغة كفيلة بتدمير لغة الأبناء ..
هذا مجمل السلبيات التي رأيناها في واقع أسر العاملات ، تلك الأسر التي لا تحتاج أصلا لعاملة لو رتب الزوجان أمورهما ، ونظما شؤون حياتهما - كما أسلفنا في الحلقات الماضية – ولكن الترف وحب الراحة والدلال هو من يحتاج لمثل هذه العاملات في الظروف الطبيعية ..
وبقي لنا أن نتحدث عن الإرشادات التي ينبغي أن تتبعها الأسرة التي تستقدم خادمة عن حاجة فعلية لها ، فكونوا معنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق