الاثنين، 30 أبريل 2012

هلا .. ويش أخبارك الثانية؟!

قبل عقود ليست بالطويلة كنا إذا احتاج أحدنا للأخر في أمر ، سار له إلى حيث هو ، أو بعث برسول منتظرا عودة الرسول  وما يحمل ..
وانطوت تلك الأيام ، وأعقبتها أيام حملت رياحها لنا وسائل اتصالات نستطيع بها بكل سهولة ويسر أن نسمع صوت من نحب ومن عنده لنا أو عندنا له حاجة  مهما بعدت بيننا المسافة أو شط بنا المزار  ، وذلك عبر الهواتف الثابتة التي انتشرت في الدوائر والمؤسسات والبيوتات ..
غير أنا إذا خرجنا من بيوتنا ، واحتجنا لشخص ، فإن كان قريبا خطونا له بأرجلنا ، وإن بعدت مسافته ، وقفنا في طابور الهواتف العمومية ؛ منتظرين دورنا ، لنتصل به ..
وتوالت نفحات ثورة الاتصالات ، فأنعم الله علينا بما يعرف بالهاتف النقال ، الذي كان في بدايته لا يقتنيه إلا الغني الثري ، يحمله فخورا مزهوا به كأنه يحمل ولده ؛  حيث كان حجمه أكبر من حجم علبة المحارم الورقية !!
سنين قلائل مرت بعد ذلك ، حتى رأيت أجهزة النقال الصغيرة التي لا يتجاوز حجمها باطن الكف في كل كف ، صغيرا كان صاحبها أم كبيرا ، ذكرا كان أم أنثى ، غنيا كان أو فقيرا ، وكأنما أقلتنا سحابة محملة بهذه الهواتف ، فأمطرت في هجعة الليل آلافا من هذه القطع ..
ولما كان من عادة النفس البشرية نكران الجميل ، والتقليل من شأن ما تعودت عليه ، لم نعد نرى الهاتف النقال نعمة كبيرة ، بل هو أمر عادي في متناول الجميع !!
تناسينا ثالث أيامنا ، وبطبيعة الحال نسينا ثانيها وثالثها ، لبعد المسافة ، واستحقار النعم والعياذ بالله .
غير أن الأوان آن أن ندرك ونعي قيمة ما وهبنا الله إياه ، من هذه النعمة الجميلة الجليلة ، وما تقدمه لنا من تسهيلات لعل من أقلها :
أولا : سهولة التعارف والتقارب بين الناس .
ثانيا : سهولة التواصل بين الأرحام والأقارب ، وصلتهم وبرهم ، والنظر في أحوالهم ،والتسليم عليهم في الفرح والترح متى عزت وسيلة النقل .
ثانيا : سرعة قضاء كثير من المصالح العامة والخاصة .
ثالثا : سماع صوت الحبيب والصديق ومن تشتاق إليه .
إلى غير ذلك من الخدمات العظيمة التي تقدمها لنا هذه الآلة ، فهي تسهم بشكل أو بآخر في كافة المجالات ، من علاقات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ، أو خدمات صحية أو إدارية ، تربط بين العائل والمعول ، والمسؤول ومن يسئل عنه ، والمؤسسة أو الشركة والمراجعين ، والدائرة والمستفيدين ، وهكذا ..
فهل شكرنا هذه النعمة العظيمة ، وهل عرفنا قدرها ؟
من استخدمها في حاجته وسبل الخير والهدى فقد شكرها ، ومن زاغت به - أو زاغ بها بالأحرى – إلى سبل الغواية فقد كفرها ..
وبين الفريقين فريق ثالث قد يدخل فيه جمع غفير منا دون أن ندري ..
ثرثرات و( لعلعات ) لا طائل من وراءها قط ..
يمسك بالهاتف ليلصقه بأذنه وكأنه آلة سمعه الأصلية من كثرة مكوثه قرب الأذن من ساعات اليوم ..
ماذا تقول ؟ .. لالا .. غير بدل .. يا ( رجال ) .. ما صحيح ذا الكلام .. صحيح سواها ؟!! .. هذي أخبارك .. زين زين .. أخبارك الثانية .. والثالثة والعاشرة طبعا !!
حتى يكون الاتصال الذي لا يحتاج لأكثر من دقيقتين يتجاوز العشرين دقيقة أو النصف ساعة ..
والشيء الذي تكفيه رسالة ربما كلف عشر رسائل أو خمسة اتصالات !!
وعندما تأتي فاتورة ( عمان موبايل ) ..
أف وتف لهذه الشركة التي تأكل ( غوازينا ) ، معقولة أنا اتصلت ب 75 ريال هذا الشهر ( ايش هذا الكذب ) مستحيل !!
لا حبيبي ما مستحيل ..
لا أدافع عن شركة تل ولا عن جبل ..
ولكن ..
حين نسير الغوغائية ، ونطلق العنان لأرجلنا في طريق العشوائية واللامسؤولية فإن ألسنتنا تجر علينا الكثير والكثير ..
وتتحول النعمة العظيمة إلى نقمة صنعنا عجينتها بيدنا ..

هناك تعليق واحد:

  1. Coin Casino Review - 100% up to €/$500 + 50 Free Spins
    Coin Casino's casino review is written 인카지노 by the team behind Slots, Live Casino, and many more. Claim หาเงินออนไลน์ your 1xbet bonuses today!

    ردحذف