السبت، 26 مارس 2011

وللمرجفين جحيمهم

عندما تحاول القيام بعمل دعوي ، أو مشروع خير لصالح المجتمع والأمة ، أو تحاول غرس قيمة أو القضاء على بدعة أو عادة سيئة ، أو حتى القيام بمشروع تجاري أو صناعي ..
 كم معارض تجد أمامك ؟
وكم عقبة مصطنعة ومتكلفة تقف في وجهك ؟
كم شوكة ترمى قصدا في طريقك ؟
كم جمرة يحاول بها من يحاول إحراق ثيابك كي تشتغل بها عن طريقك وهدفك ؟
كم واد من الانتقادات جارف يندفع في وجهك ؟
كم ملاحظة تسجل على خطة المشروع وهو في مهده ؟
كم عبارة وسواس أو توقعات سيئة أو احتمالات فشل ذريع أو اختلاق أعذار وعقبات تسمع أذناك كل صباح ومساء ما دمت على قدم وساق في مشروعك ؟
هذا الأمر يكلف كذا وكذا ، هذا مشروع فاشل ، قد فشل فلان وفلان قبلك فيه ، إنك تشغل نفسك .. أين مصلحتك في ذلك ؟ ما الفائدة مما تقوم به ؟ ما جدوى ما تصنع ؟ الناس ستبقة في فسادها وانحلالها مهما حاولت ؟ الدهر خوان غدار لن يسعفك حاله ، الدنيا مكارة لن تعينك وهي على مكرها ولن تفي لك بوعد ، المسؤول الفلاني قد لا يعجبه ما تفعل ، ربما تتأثر وظيفتك أو دراستك بما تصنع ، نفسك نفسك وما عليك من غيرك ، لا تهلك نفسك في مصلحة القرية الفلانية مالك ولها ليس لك قريب فيها ، فلان وفلان الذين تعتمد عليهم لا متكل عليهم ، ولا يؤمن غدرهم وخيانتهم وتخاذلهم ..
كم وكم وكم ...
الجواب واحد وبطبيعة الحال ..
أرقام هائلة أكثر من أن تحصى ...
هؤلاء هم المرجفون أخي الكريم ...
حذر الله منهم رسوله الكريم ، وتوعدهم : " لئن لم ينته المنافقون والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا "
وكشف عن ألاعيبهم ومكائدهم :
" قالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا "
" ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني "
" لا غالب لكم اليوم "
هم عقبة المشاريع ، وهادمي كل بنيان ونصر  ، وأداة التحاقد والتحاسد ، وأعداء كل تآلف وتواد وتراحم وإحسان ،  متى ما وجدوا نفسا ضعيفة ، وآذانا صاغية ، تسمع لوساوسهم وانتقاداتهم ، وتخاف صعاب عقباتهم المصطنعة ، وعراقيلهم المفتعلة ..
هم أكلة العمل الخيري ، وأعداء كل تقدم ديني أو دنيوي ..
وليتهم يفعلون ما يفعلون عن سوء نية أو أن كلامهم في محله ، ويلامس شيئا من الواقع ، أو يحاولون إعطاءك الحلول المقترحات لتخطي العقبات  والتغلب على المشاكل والصعوبات ، أو يمحضوك النصيحة ، ويخلصوا لك القول ، ويجتهدون في البخث عن متنفس وحل وبدائل ..
غير أن الواقع يصادمهم ، ونقدهم الطويل العريض يكشف أقنعتهم ، ويزيح الستار عن فاضح نواياهم ، وخبيث مقاصدهم ، وزور ما يقولون ، وإفك ما يتقولون ..
ربما يدفعهم الحسد أو الجهل أو الغيرة أو الحمية أو الخوف على منصب أو يحملهم على ذلك قلوب مريضة لا تحب الخير ، ولا ترغب في إصلاح ، أو تخاف من النقد على تقاعسها وتخاذلها ، أو تحاول أن تغطي بعض عقد النقص ، ومواطن الخراب في نفوسها ..
ولا يهمنا هنا ما يدفعهم ، وما يختلج في نفوسهم يوم يقولون أو يفعلون ما يفعلون ، ولكن النتيجة أن تتحطم المشاريع ، وتنهدم الصروح متى ما وجد إرجاف هؤلاء مكانا ، ومتى ما وجدوا آذانا مصغية ، وقلوبا تفتح لهم على مصراعيها ، فيلجون فيها بمعاولهم وأسلحتهم الثقيلة ، فيخربون أكثر مما يعمرون ولا إخالهم والتعمير في وفاق ..
لذلك كان حريا بمن كان عاقلا – وأراك حتما من العقلاء  أخي الكريم – عندما يرغب في مشروع أن يستشير ذوي الخبرة والاختصاص ، ومن صفي وده وفكره وعقله ، وخلص نصحه ، ويدرس المشروع دراسة وافية ، ويعد له الخطة المحكمة الرزينة البصيرة الحاذقة ، ثم يتوكل على الله ، ويقدم على ما عزم ، ولا يتردد ، ولا يلتفت إلى هؤلاء المرجفين ..
فإنك إن التفت إليهم فقد سددت منبع مشاريعك ، وجففت بحيرة أعمالك ، وتعطل كثير من مصالحك الدينية والدنيوية ، وعشت في حيرة لا يخرجك منها إلا الرأي الصائب الذي تعقبه العزيمة الفولاذية ، ولسعى قلبك بين الإقدام والإحجام أشواطا اشواطا عديدة ، وطاف سبعا بل سبعين حول بيت الشرود الذهني ، والتشتت الفكري ..
واعلم أن أنصار الخير الناصحون حقا قليلون دائما فتمسك بهم ، وبمشورتهم ، فإذا عزمت فتوكل على الله ..

محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق