الأربعاء، 25 أبريل 2012

كيف تنمي الثقافة الدينية لطفلك؟ الحلقة الرابعة عشرة

الرحلات والزيارات

ما اسعد الأطفال بالرحلات خارج جو المنزل ، وما أشدهم فرحا حين يقال لهم غدا سنتوجه لمكان كذا ، أو سنذهب لرحلة ما ، وما أبعد النوم عن أعينهم في الليلة التي تسبق الذهاب لرحلة يرون فيها قمة متعتهم وطيب عيشهم !
هذا الحب العميق للرحلة والتنزه ينبغي أن يكون فيه مكان لرفع مستوى الثقافة والتحصيل العلمي لأطفالنا ، حيث الدقائق والساعات التي لا تنسى ، بل تحكى لكل زائر وقرين ..
ولا أعني بذلك أن نعقد محاضرة دينية للأطفال طوال طريق رحلتهم ذهابا وإيابا ، وإنما يكون التثقيف في قالب المرح وفي جو من الدعابة والخفة والتسلية ، وعلى سبيل المثال :
(1)   قم بعمل برنامج ثقافي بسيط وقصير للأسرة خلال الرحلة ، يكون فيه المسابقة الشيقة والمعلومة الهادفة واختبارات الذكاء ، وسواء كان ذلك بتقديم كل شخص فقرة صغيرة ، أو بطرح مسابقة عامة يشارك فيها الجميع .
(2)   في رحلات المدرسة أو القرية التي يشارك فيها طفلك ، عوده على أن يكون له فيها مساهمة ثقافية ولو بسيطة ، بأن يطرح سؤالا أو يسأل عن معلومة أو يقدم شيئا ثقافيا حفظه أو تعلمه ، فللرحلات ذكريات لا تنسى .
(3)   قم بزيارة مشائخ العلم بين فترة وأخرى ، فهم مصابيح ظلامنا والمعين الذي نرتشف منه علوم ديننا ، واصطحب ابنك معك ليسمع ويتعلم كيفية طرح الأسئلة ، وآداب الجلوس إلى أهل العلم ، وفي نفس الوقت يحصد مسائل العلم في ذاكرته الصافية ..
ومن الجميل أن تعطيه ببعض الأسئلة التي تناسب سنه ، ليسأل عنها الشيخ أو حتى الأسئلة الدينية التي تدور في ذهنه يمكن أن يطرحها أيضا في الجلسة .
(4) قم بزيارة المكتبات الأهلية من فترة لأخرى ..
واصطحب طفلك معك ، في زيارات متباعدة حتى لا يمل ، ويضيق ذرعا بالثقافة ويراها حملا ثقيلا ، وشجعه على الاطلاع على محتويات المكتبة ، تاركا له حرية اختيار ما يناسبه ، مراقبا إياه عن كثب ، ثم اسأله عما قرأ ، وناقشه فيه ..
(5)          حضور الندوات والفعاليات الثقافية
ينجذب الأطفال كثيرا لحضور الفعاليات الثقافية التي تقيمها الأندية والفرق الرياضية ، لما تحتويها من أناشيد جميلة ، وقصائد ، ومسرحيات هادفة ، حيث تمتزح التسلية بالثقافة ، وتقدم المعرفة في كأس المرح ، وفي هذا تلبية لحاجة الطفل من المرح ، وتغذية لعقله الواعد بالثقافة السليمة عن المناسبة أو الشخصية أو القضية التي أقيمت لأجلها الندوة أو الاحتفال ..
(6)   الرحلات إلى الأماكن الخلوية يمكن الاستفادة منها في استغلال بعض وقتها في الحديث عن الحياة وعبرها وسننها ، وكيف يمضي الدهر ، وكيف نستغل أوقاتنا ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، فتنشحذ الهمم ، وترتفع الروح المعنوية ، كما نشبع جانبا ثقافيا هاما ..
(7)   الرحلات إلى الحدائق والمناظر الطبيعية يمكن توظيفها ثقافيا عن طريق الحديث مع الأسرة حول إعجاز الخلق ، وعظمة الخالق المدبر ، وكيف أتقن كل شيء صنعه ، وحبذا لو يستشهد المربي بشيء مما يحفظه من كتاب الله تعالى الدال على القضية التي هي محور الحديث ..
(8)   الأماكن الأثرية والتأريخية تذكر بأمجاد الماضي ، وحضارة الإسلام الخالدة ، وكيف اعتز المسلمون حين أعزوا أمر الله ، وكيف انتكسوا وسارو في ذيل القافلة حين بحثو عن العزة تحت أذناب الأعداء أو مرتمين ساجدين خلف التماثيل البشرية وتكالبوا على الحطام الزائد ..
وهكذا فإن كل رحلة أو زيارة لمكان ما تفتح للمربي الناجح آفاقا يستطيع أن يقفز فيها قفزات طيبة ، ويخطو فيها خطوات حثيثة نحو التغذية السليمة لأطفاله وأسرته ، والمربي الناجح هو من يعرف تقسم الوقت بين جد ولعب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق