الأربعاء، 25 أبريل 2012

كيف تنمي الثقافة الدينية لطفلك؟ الحلقة الخامسة عشرة

القصص وما أدراك  ما هي

الأطفال الصغار ينجذبون انجذابا غريبا للقصص والحكايات ، ويميلون لها أيما ميل ، فتجدهم منذ نعومة أظافرهم يرهفون أسماعهم لسماع أي خبر أو قصة أو حكاية قديمة يأتي بها أحد الأهل أو الجيران أو الأتراب ..
ألا ترى طفلك منذ الثانية أو قبلها يرقص فرحا مسرورا إن قلت له : يا حبيبي تعال أحكي لك حكاية ؟! ، وإن لم تفعل خاصة قبل النوم طلبها بنفسه : أبت أريد حكاية اليوم ، أو أريد حكاية القط والفأر أو السلحفاة والأرنب وهكذا ..
وإن لم يجد الأطفال من يقص عليهم قصصا تجدهم يتخيلون حدوث قصص غير واقعية ، ويبدءون في نسجها ، ثم قصها على المحيطين ، محاولين تهويل القضية ، ومط فصولها وأحداثها قدر استطاعتهم ، فذاك تنمية لملكة الخيال ، وإرواء لغريزة حب القصص لديهم ..
فالقصص إذن تشبع نواح نفسية متعددة ، إضافة إلى أن الأسلوب القصصي يساهم في ترسيخ المعلومات ، ألا ترى أن كثيرا من معلوماتنا الطفولية التقطناها مغلفة في قالب قصصي يسرده علينا من حولنا - بغض النظر طبعا عن صحة أو خطا تلك المعلومات - فللأسف الشديد  فإن كثيرا من أهلنا يعتقدون أنهم يتسلون ونتسلى معهم بتلك الحكايات التي فيها ما فيها من المعلومات الخاطئة والتخويفات الزائفة ..
لذلك فنحن نؤكد على ضرورة الاهتمام بالناحية القصصية لمن أراد التثقيف الحقيقي لأطفاله ..
ويمكن أن يكون ذلك عن طريق :
(1)   قبل النوم وساعات الهجيع ، اجمع أطفال وارو لهم حكاية قديمة سمعتها أو قرأتها هنا أو هناك ، وحبذا لو تكون القصة عن بطل من أبطال المسلمين أو عالم من علمائهم أو فيها غرس لقيمة طيبة كالصدق والأمانة وحسن الأدب ودماثة الخلق ، أو تنفير من صفات سيئة وبيان عواقبها الوخيمة في الدنيا ، وما ينتظر صاحبها في العقبى ..
(2)   ثمة كتيبات كثيرة تهتم بالناحية القصصية ، بإمكانك أن تجمع أطفال عليها ، وتقرأون كل يوم قصة قصيرة ، وتناقش أطفالك فيها على هيئة سؤال وجواب ، وتضيف لمساتك وتعليقاتك عليها ، من عبرة مستفادة أة موعظة ينتفع بها ..
(3)   طفلك الصغير عندما تهدده أنت أو أمه لينام ، قص عليه قصة قصيرة بأسلوب يستوعبه عقله الصغير ، فذلك يفتح مداركه ويوسع خياله ، ويعطيه من المعلومات الشيء الكثير ..
(4)   اطلب من طفلك بين فترة وأخرى ( وليكن أسبوعيا ) أن يقرأ قصة من كتب القصص ويلخصها في عقله ، ثم يقصها على العائلة شفويا ، ويعلق عليها بما استفاده من معلومات وعبر ، وله أن يلخصها كتابيا إن كانت مقدرته على الحفظ ليست بالقوية ، أو كان في بداية أمره ..
(5)   لا بد وأنك ترى مواقفا تمر عليك وأنت خارج المنزل ، تلك المواقف يمكن أن تكون قصصا وحكايات تفيد بها أطفالك ، فعندما تعود تقل لهم مثلا : اليوم رأيت طفلا يقول لصاحبه كذا ورد عليه الآخر بكذا ، أو رأيت حادثا وقع في مكان كذا ، ثم تدخل البعد الشرعي والاجتماعي للموقف أو القصة التي حصلت معك أو شاهدتها ..
هذه بعض الطرق لاستغلال الناحية القصصية وميل الأطفال لها ، وغير ذلك كثير لمن أراد الهدف وقصده ، وإلى أن نلتقي في الحلقة القادمة نترككم في حفظ المولى ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق