الأربعاء، 25 أبريل 2012

كيف تنمي الثقافة الدينية لطفلك؟ الحلقة السابعة عشرة

اكتشف البوصلة

عزيزي المربي ..
عليك أن تؤمن أنه لا يوجد إنسان عاقل لا يمكن أن ينجح في أي مجال ، هذا الإعتقاد الخاطئ الذي يحمله كثير من الآباء أنأى بك أن يدخل إلى رأسك وتقتنع به ..
إن طفلك يحمل بين جنبيه إبداعا من نوع خاص ولا بد ، فهذا الطفل هو حدث جديد في الكون ليس نسخة من فلان أو علان ، إنما هو مخلوق مستقل هيأ الله له مواهب وقدرات وطاقات قد لا توجد عند غيره ، كما أنه قد يكون غيره مبدعا في مجال يصعب على طفلك ..
فقد شاء الله أن تكون المواهب والقدرات مقسمة على نحو أرادته الحكم الإلهية الجليلة ، لذلك لا بد أن تحاول جاهدا اكتشاف نواحي الإبداع عند طفلك ، ومواطن القوة الثقافية التي يمتلكها فإنها بين جنبيه بلا شك ..
وذلك يتأتى بـ :
(1)   تهيئة قلب الطفل ونفسيته أرضا صالحة للإبداع والإنتاج ، من خلال تربيته تربية وسطا بين القسوة المفرطة والدلال الزائد ، وعدم ملء فؤاده بالرعب والمخاوف ..
(2)   تهيئة الطفل أسريا من خلال التشجيع المستمر على إظهار الإبداع الثقافي أيا كان نوعه وحجمه ونظرتك إليه ، مع توجيهه للأفضل دائما ..
(3)    ملاحظة حركات الطفل التي تظهر من خلالها اهتماماته وميوله ، فالطفل الذي يميل إلى التعبير بالرسم ، يصب فكره الثقافي المتواضع ويبرزها من هذا الطريق ، بينما تجد آخرا يهتم بتحسين خطه ، وثالث بمحاولة التعبير والإبداع الكتابي ، ورابعلا يحب كثيرا التعامل مع الورق مثلما يحب الحديث والتعبير عما في ضميره وإخراج مخزونه الثقافي ، لذلك يجب ملاحظة طغيان جانب على جانب وأسباب ذلك ، فإن كان السبب التربية الخاطئة التي تتخذ الكبت والتهميش منهجا وسبيلا فلا بد من تغيير الأسلوب حتى تتجه الطفل لمنحاه الصحيح المناسب له في الإبداع ، وإن كان التقصير التربوي غير وارد ظاهرا فإن اتجاه الطفل إلى ناحية إبداعية معينة لابد من استغلالها واستغلالها وتنميتها التنمية السليمة كما تنمى البذرة بالسقي والتعهد ، إن كنت ترغب أن ترى ثمرة ..
أما أن يكون الطفل يميل إلى الحديث والتعبير  وأنت معه بين نهرة وصفعة ، وكفى واسكت وإياك و( صدعتنا ) ، و( جننتنا بكلامك ) ، رغبة منك في أن يكون مبدعا كتابيا لا كلاميا فإنك تسير به في درب مظلمة حقا ..
ولا يعني ذلك أن نغفل النواحي الأخرى بحال من الأحوال ، فمن الرائع أن يكون الطفل مبدعا في كافة المجالات الثقافية ، ولكن هذا على أرض الواقع قليل ، فلذلك علينا أن نحرص على تنمية ما يميل إليه ، والمحاولة بالتي هي أحسن على الارتقاء به في المجالات الأخرى ..
فدع – عزيزي – طفلك يحلق في سماء الإبداع الذي يرغب فيه ، ولا تزج به لأن يكون مثل فلان ، لأن راتبه أصبح كذا بسبب نبوغه في كذا أو هكذا يخيل إليك ، دعه وشجعه فإن وراء موهبته إنتاجا بإذن الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق