الأربعاء، 25 أبريل 2012

كيف تنمي الثقافة الدينية لطفلك ؟ الحلقة الثامنة عشرة

التشجيع التشجيع

النفس البشرية جبلت على حب الثناء والإطراء والتشجيع ..
ولئن كان الكبير والمتعلم والمثقف يرفع التشجيع من معنوياته ويزيده حماسه اشتعالا ، وهمته اتقادا حتى العالم الكبير ، فإن الطفل الصغير أولى بأن يكون الأمر عنده بمثابة الوقود الذي يدير به محرك همته وعزيمته نحو الرقي والمعالي ..
والثقافة إنما تحتاج إلى دافع قوي وأهداف واضحة حتى تتجه نحوها الهمة ، وتساندها العزيمة ، وهذه الأهداف إنما تتضح من خلال إطراءك الحسن ووعودك الصادقة ، وملء قلب الطفل بالرجاء والأمل الصالح ، وذلك بـ :
(1)   حدث طفلك دائما عن أهمية العلم ومكانته عند الله ، وكيف يرفع أهله في الدنيا والآخرة ، اقرأ له ما يقوله المولى – عز وجل - ، وما ورد في سنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في فضل العلم والعلماء ، بل حفظه الأحاديث قصيرة المتن الواردة في العلم وفضل العلماء ..
(2)   أشد بما يقرأ الطفل وما يحفظه وما يكتبه عند الضيوف والأصحاب والأقران في وجوده ، فإن في ذلك حافزا كبيرا له ، حيث يحس أن ما يفعله ذو أهمية وقيمة ، وليس ضربا من العبث ، مع مراعاة عدم الإكثار من ذلك سيما عند الأجانب خوفا على عبقرية الطفل من العين وما شابه فانتبه لذلك ..
(3)   الوعود الصادقة ترسم أهدافا ، وتبين أن لكل عمل ثمرة عاجلة أو آجلة أو كلاهما ، لذلك عد طفلك بجوائز مهما تكن بسيطة عند إنجازه قدرا معينا تحدده له من الحفظ أو القراءة أو الاستماع ، كما عليك أن تفاجئه بين الفينة والأخرى بجوائز غير متوقعة من قبله على ما يقدمه من معلومات وقصص ، وما يحرزه من تقدم في الجانب الثقافي ..
ومهما تكن الجائز صغيرة وبسيطة فإن لها في قلب الطفل الصغير القيمة الكبيرة حيث يحس بتقدير الذات ، وتثمين جهوده ، ويحس بأنه شخص مهم ، وأنه حقق شيئا ..
(4)   عندما يحصل الطفل على جائزة أو شهادة تقدير من معلم مدرسة التحفيظ أو من أي جهة فحاول أن تطري ذلك عند إخوانه حتى يتشجعوا وحبذا لو تعطيه جائزة أخرى بسيطة ..
(5)   عندما يشارك الطفل في مسابقة أو فعالية ثقافية ، ولا يحالفه الحظ  للفوز بالمراكز المتقدمة ، فلا تخيب رجاءه ، وشجعه ولو بالكلمة الطيبة والإطراء الحسن ، فإن اللوم والمعاتبة حينها قد تسبب جرحا لا يلتئم ، فيمكفيه أنه فقد فوزا أمله ، وضيع أملا رجاه ..
وأخيرا هذا غيض من فيض من الوسائل التي يستطيع المربي الحكيم أن يرفع بها المستوى الثقافي لأطفاله ، ويصنع منهم رجالا يفخر بهم ، ويرفع بهم المجتمع رأسه ..
ومن أراد الهدف وقصده بحق فلن يعدم وسيلة ، فلنحاول ابتكار الطرق والوسائل ، ولسنتشر ذوي الخبرة ، ولا نسير في تربيتنا لأبناءنا سير الذي يتخبطه الشيطان من المس ، فنخرج أبناء نلقي عليهم اللوم حين يتخلفوا عن ركب أقرانهم وزملاءهم ، ونحن من صنعناهم مشتتين ضائعين لا هدف لهم ولا غاية ، ولنعلم دوما أننا مسؤولون عنهم أمام من ؟؟ أمام الله ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق