الجمعة، 27 أبريل 2012

كيف تربي طفلك تربية روحية ؟ الحلقة الأولى


انتبه ..تربية الطفل تختلف عن تربية العجل
لديه بيت فخم في مزرعة بناه بما يجاوز الستين أو السبعين ألفا ..
وداخل البيت مجموعة من ( البذور ) الواعدة ، التي تدعى ( الأبناء )
وفي أحد زوايا المزرعة وعلى مسافة من البيت غرفة يدل مظهرها الخارجي على أن ما بداخلها ليس له حظ من الإنسانية أو التقدير البشري ..
مجموعة عجال عن اليمين ، وجماعة من الغنم عن الشمال ، كل قد اشتغل بشغله ، وقد تشتغل ببعضها عراكا ..
عندما تنظر إلى المبنى والنظافة تجد الفرق واضحا جدا بين القصر الفخم ، وبين ( درس ) المواشي ..
ولكن ..
هل تتوقع أن تتقلص الفوارق الحقيقية بينهما حين سبر الأغوار ، وكشف المخابئ ؟
الجواب السريع العاجل : طبعا لا ، هنا نربي عجلا ، وهنا نربي بطلا ..
ولكن حقيقة بعض البيوت وطريقتها في التربية تقول لك وعلى خديها تتحدر دمعات حارة : قد تذوب الفوارق حتى تكاد تنعدم ، ولا يبقى في قاموس الفوارق إلا مادة ( أكل ) أو ( نظف ) ..
نعم ..
كم تحدث المختصون وغير المختصين عن التربية ، وكم تشدقنا بأهمية التربية ، وضرورة تطبيق جوانبها ، وأنها هي الحياة ، وهي المستقبل وهي الأمل ، ولا خير في أمة بدون تربية ..
وقد يهرع بعض الآباء إلى محاولة التربية ! انطلاقا من إحساسهم بالمسؤولية ، وخوفهم على مستقبل أولادهم ..
فتجد الأب يراقب تصرفات ولده ، ويحاول أن يتخذ وسائل عدة ليقتلع منه سلوكا يرى أنه الخطأ والعيب ، كما يحاول بعضهم تقديم التوجيهات والإرشادات والتوبيخات اليومية لأبناءهم على سلوكياتهم التي يعتقدون أنها شاذة وخاطئة ..
ولكن حول ماذا  تدور غالب هذه الإرشادات والتوجيهات ؟
هنا السؤال المهم ..
إن معظم اهتمام من يهتم من الآباء بالتربية – وللأسف الشديد –  إنما ينصب في الجانب الجسدي أو الجانب الدنيوي إن شئنا توسيع اللفظ ، مخلفين خلفهم ركاما من الانحطاط المعنوي ، والخلل الروحي الذي ينخر قلوب تلك الفلذات ، ويوجه سلوكهم إلى طريق الخطأ والانحراف ..
ولا شك أن البناء الإيماني والضميري للإنسان ، هو الذي يتحكم في سلوكه الحالي والمستقبلي ، وبقدر العناية بهذا البناء ، وحسن تشييده ، يستقيم السلوك ، وتنحو الأعمال للوجهة السليمة ، حيث يكون هناك سائق داخلي يقود الجوارح .
والخلل في التربية الروحية لضمير الإنسان ، يؤدي إلى التخبط ، واللاموضوعية ، وغياب الهدف ، وضعف الغاية ، مما ينتج عنه الكثير من ألوان الانحراف
ومن سلك الطريق بلا دليل       تخبط هوة واشتاك شرا

لذلك أردت أن أقف بالقارئ الكريم بعض الوقفات مع التربية الروحية في هذه السلسلة ، فمع الحلقة القادمة وعلى بركة الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق