الاثنين، 23 أبريل 2012

كيف تنمي الثقافة الدينية لطفلك؟ الحلقة الخامسة

تطرقنا في الحلقة الماضية إلى وسيلة الحفظ والتلقين ودورها في التثقيف الإسلامي ، وسنخصص هذه الحلقة لمكتبة الطفل المسلم ..
فاجعل – حفظك الله ورعاك – لأطفالك مكتبة خاصة بهم ، يرتشفون منها ثقافة دينية قيمة ..
وإن تسأل ما مدى ضرورة المكيتبة الطفولية في بيتي ؟
فنقول لك :
أولا : غريزة حب التملك من الغرائز السابقة في الجنس البشري ، فهي تظهر في وقت مبكر جدا قبل غرائز إنسانية أخرى ، فبالمكيتبة الصغيرة لهذه العقول الواعدة نشبع هذه الغريزة ، ونوجهها نحو الأفضل ، ونستغلها الاستغلال الأمثل ..
ثانيا : مكتبة الطفل المسلم حين تكون في بيته تكون معينا دائما لثقافته ، يرتشف منها كل يوم وكل حين ، فهو يعتبرها مملكته الصغيرة التي لا يشاركه أحد فيها ، لذلك يحاول جاهدا إظهار تملكه لها واهتمامه الكبير بها ، ومن وسائله في ذلك إرواء فكره من معينها ، وهذا هو المطلوب ..
ثالثا : وجود مكتبة خاصة بأطفال البيت تتيح لهم ابتكارات رائعة ، وتصقل مواهبهم وقدراتهم ، وتنمي فيهم الثقة بالنفس ، ومهارات الإبداع المختلفة ..
رابعا : مكتبة الطفولة البيتية تشعل روح المنافسة الشريفة بين الإخوة ، حيث التنافس على قراءة أكبر عدد من الكتيبات الموجودة في المكتبة ..
خامسا : وجود مكتبة خاصة بطفلك تتيح له دعوة أقرانه للاستفادة والاطلاع ، ربما بدافع غريزة القيادة ، وربما بغريزة تقديم الإحسان والبر وما فطر الله عليه الإنسان من خير ، وهذا باب كبير من أبواب الدعوة تجلب لك الأجر الجزيل والثواب العظيم ، وتمنح طفلك شحنات من المواهب القيادية والفكرية ..
سادسا : قد لا تتفرغ كثيرا لطفلك وتنمية ثقافته ، وإن كنا ندعوك أن تبذل جهدك في ذلك ، ولكن ظروف الناس العلمية والوظيفية وغيرها تشح أحيانا لمثل هذا النوع من التنمية إلا من وقت قصير قد تجود به ظروف الحياة المختلفة ، فتكون المكتبة بمثابة الأب الفكري لطفلك ، توجه طفلك عند غيابك ..
سابعا : حب الاكتشاف والفضول يدفع طفلك نحو الاهتمام بمكتبته اهتماما كبيرا ، لذلك ستكون نعم الشاغل لوقته حيث القرب والملكية الخاصة ، فتمكن الإنسان من الشيء يدعو إلى مصاحبته ..
محتويات مكتبة الأطفال :
(1)   الأجزاء الأخيرة من المصحف المجود ، بعد أن يعلم الطفل كيفية التعامل معها ، وكيف يمد مع اللون كذا ، ويغن عند اللون كذا ، حتى تتدرب لسانه على أحكام التجويد فيطبقها تلقائيا ، فإذا وصل لتلك المرحلة درب على القراءة من غير المجود ، كي لا يعتمد على الألوان في تطبيق أحكام التجويد ..
(2)   كتيبات في التفسير المبسط لقصار السور التي يكون الطفل بصدد حفظها ، لإإن تصور المعنى يسهل الحفظ بشكل ملاحظ ، كما أن فهم معاني قصار السور في حد ذاته ثروة ثقافية هائلة بالنسبة للعقل الواعد الصغير ، ستؤتي ثمارها علما وعملا مستقبلا بإذن الله تعالى ..
(3)   كتيبات فقهية وعقدية بسيطة تتلائم ومدارك الطفل ، كتلك التي تشرح كيفية الصلاة والوضوء والأخلاق الحميدة ، وحسن التعامل مع الآخرين ، وخاصة تلك المدعمة بالصور التي تشد العيون البريئة عادة .
فإن من المقرر تربويا أن الطفل يميل إلى التصوير والتمثيل ، وينجذب إليه أكثر مما ينجذب إلى الكلام المجرد المكتوب أو المسموع ..
ألا ترى كيف أن الرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال تصور كل حدث وكل وقع حتى لو كان غير واضح الأثر تصويرا يبين أثره للعيان ، ويحدث مع كل حركة وإن كانت غير مسموعة صوتا ، لما اثبتته التجارب العديدة من قبل المختصين أن الأطفال يتفاعلون كثيرا مع تصوير الأحداث تفصيلا دقيقا مصورا ملموسا ..
(4)   كتيبات الأشعار والأناشيد الطفولية الجميلة التي تعينهم على التفكر في جمال الكون ، وروعة صنعة الخالق المبدع ، مما يقوي جذوة الإيمان في قلوبهم ، وتخلق فيهم الصفاء الفكري والوجداني ،  وتغرس في قلوبهم القيم والطباع الحسنة .
أشرطة القرآن الكريم بالأصوات المحببة للأطفال ، كأصوات القراء الصغار وأشرطة المصحف المعلم ، التي تتيح للطفل الترديد خلفه ، فيسهل عملية الاستيعاب والحفظ إلى حد كبير جدا ..
وإلى الحلقة القادمة وبقية محتويات مكتبة العقول الواعدة ، كن معنا ..

محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق