الأربعاء، 25 أبريل 2012

كيف تنمي الثقافة الدينية لطفلك ؟ الحلقة السابعة

تحدثنا في الحلقة الماضية عن أهمية وجود مكتبة خاصة بأطفالك في البيت ، وأهم ما ينبغي أن تحويه مكتبتهم ، ونعرج في هذه الحلقة إلى فن التعامل مع مكيتبة العقول الواعدة ..
إن للتعامل مع مكتبة الطفل فن خاص ، فقد لا تؤدي المكتبة دورها المنشود ما لم يتم التعامل معها بشكل جيد ، وفق خطوات مدروسة ، وأمور يجب مراعاتها ، ومن أهمها :
(1)   لا تجبر طفلك على قراءة كتب معينة في المكتبة ، فإن الحرية من أسمى ما تنشده النفس الإنسانية ، فإن رأيت طفلك يركز على ناحية معينة مثلا ، وأنت ترى – بخبرتك – أن مصلحته في التنويع ، فأقنعه بالتي هي أحسن ، وشجعه على ذلك ، وافسح له مجال الاختيار ، ولا تضيق عليه الخناق ..
فإن جبره بالقوة على قراءة أشياء معينة يؤدي إلى نفوره من المكتبة والاستفادة منها ، فالكبت والتسلط يؤدي إلى الانفجار ، والانفجار يأتي بطرق وأشكال مختلفة فالحذر يا عزيزي ..
(2)   مكتبة أطفالك ليس من محتوياتها كتب لا تتلاءم ومداركهم وعقلياتهم ، فلا جدوى منها سوى زرع الاستفهامات والحيرة وضعف الثقة بالنفس ، فإن لكل إنسان طاقته العقلية ، وطاقة عقل الطفل تختلف عن عقلك وأترابك الكبار ، كما أن الأطفال أنفسهم يتفاوتون في المدارك العقلية والذكاء ، فلا تكن كمن يريد أن يبني قصرا فيهدم مصرا ، فتفعل ما يحلو لبعضهم أن يسميه طفرة ثقافية ، فيحاولون غرس معلومات في  أطفالهم هي أكبر من عقولهم الصغيرة ، فيجنون هدما لثقة الأطفال بأنفسهم وعقولهم ، وحيرة واضطرابا فكريا رهيبا ..
(3)   التنوع والتجديد عنصران مهمان في مكتبة أطفالك ، فلاهتمام بجانب واحد ، أو إهمال التجديد يؤدي إلى ملل الطفل وسأمه من القراءة ، فاحرص على إضافة كتيبات وقصص ومطويات جديدة من فترة لأخرى .
(4)   النظام النظام أيها ألأب الكريم ، فضع كل مجال في رف خاص به ، ولا تبعثر مكتبة طفلك فتبعثر فكره وتركيزه الذهني ،  وتختلط عليه المفاهيم ، واعلم بأن نظام المكتبة يعود طفلك على اعتماد النظام منهج حياة ..
وحبذا لو أشركت طفلك في تنظيم مكتبته ، وترتيب رفوفها وزواياها ..
(5)   ناقش ابنك في تخصيص وقت معين للمكتبة ، يرتشف فيه من معينها ، على أن يتم الاختيار وفقا لفراغ الطفل ومدى تقبله ، ولا تجبره على القراءة في وقت لا يحب أن يقرأ فيه ..
وإن كان الطفل قد بدأ الدراسة فحبذا لو جعل وقت مكتبته قصيرا في أشهر الدراسة ، ومن ألأفضل أن يكون في أيام العطل ألأسبوعية ، وليكن الوقت أطول في العطلة الصيفية ، وليراعى فيه إعطاء أوقات كافية للعب والراحة والخروج فإنه طفل كما تعلم ..
(6)   تابع مع طفلك يوميا أو أسبوعيا – حسب جدول مكتبة طفلك وحسب فراغك – ما قرأه من مكتبته ، وناقشه فيه ، دون ضغط أو قسوة ، وشجعه على كل خطوة يخطوها للأمام ..
(7)   ينبغي أن تكون مكتبة أطفالك في غرفة مستقلة يتوفر فيها الهدوء والتنظيم والجو المناسب ووسائل الراحة ..
(8)   لا بد من توفير الأدوات المكتبية والقرطاسية من طاولة وكراسي ، ومسجل للأشرطة ، ومذكرات صغيرة ، وكل ما يحتاجه الطفل داخل مكتبته الصغيرة .
(9)   احرص دوما على الألوان الجذابة في المكتبة ، سواء ألوان القصص والكتيبات ، أو ألوان الأدوات القرطاسيات ، والتي تشد انتباه الطفل ، وتثير اهتمامه ، حتى تنفتح نفسيته للقراءة ، وتعطيه انطباعا جيدا عن المكتبة ، ويحرص على وقتها .
(10) أشرط طفلك في اختيار محتويات المكتبة ، وذلك باصطحابه معك للمكتبات ومعارض الكتب ، واستشره في كل إضافة أو تجديد فيها ، حتى يشعر أنه جزء من المكتبة ، وهي جزء منه ، فيلتفت لها أكثر وأكثر ..
(11) أشرك أطفال الجيران مع طفلك في المكتبة ، كي يحس الطفل بأهمية مكتبته ، ودورها الدعوي ، ويكون ذلك حافزا له لاهتمام أكبر بها .
(12) أعن طفلك على فتح باب الإعارة لمن يثق وتثق فيهم من أصدقاءه وأقاربه وجيرانه ، فإن ذلك يبذر فيه بذور الرجولة ، ويرفع معنوياته وإرادته ..
(13) علم طفلك تخصيص جزء ولو يسير من مصروفه اليومي لصالح مكتبته ، وشجعه على ذلك ، حتى تكون مكتبته غالية ذات قيمة عالية في نظره .
(14) لا تشغل طفلك وعلمه ألا يشتغل بأعمال أخرى في وقت مكتبته ، فإن ذلك يغرس فيه الاستهتار بأهميتها وثمرتها .
(15) لا بد من منع الأطفال الصغار من العبث بمحتويات مكتبة إخوانهم ، والحرص دوما على سلامة نظامها ومحتوياتها ..

وإلى الحلقة القادمة ووسائل أخرى في تثقيف الطفل دينيا أتركك في حفظ الله تعالى ..

محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق