الأربعاء، 25 أبريل 2012

كيف تنمي الثقافة الدينية لطفلك؟ الحلقة الثامنة



فيمكنك – أخي المربي – استخدام هذا النوع من التعليم بوسائل عدة منها :
(1)   إشراك الطفل في المسابقات العامة التي تقيمها اللجان الثقافية بالأندية والفرق الرياضية ، والمراكز والهيئات أو أي جهة كانت ، فإن ذلك يدفعه إلأى رفع كفاءته الثقافية تلقائيا استعدادا للمنافسة الشريفة ، ورغبة في الفوز والتفوق ، سيما إذا حصل له الفوز وشجعته الهيئة بمنحه بعض الجوائز لتقدمه وتفوقه ..
فتابع مع ابنك مواعيد وأماكن التسجيل في المسابقات الثقافية ، واجعل لذلك اهتماما خاصا يحس به طفلك ، وإن فاز طفلك أو لم يفز شجعه على بذل جهده بجائزة ما صغرت أم كبرت ، المهم أن يشعر الطفل أن الموضوع ذو أهمية ..
(2)   يمكنك استخدام أسلوب المسابقات داخل منزلك ، عن طريق بطاقات الأسئلة والأجوبة التي ذكرناها في معرض الحديث عن مكتبة الطفل المسلم ، فاجمع حولك أفراد أسرتك ، صغارهم وكبارهم ، وتطرح عليهم الأسئلة حسب فئات عمرهم ، وشجع الطفل الصغير على محاولة الإجابة ، والتفت جيدا لجوابه ، وناقشه في المعلومة وكيف أتى بها ، وشجعه على الاستزادة من مصدر المعلومة سيما إن كان كتابا من مكتبته الصغيرة ، وأبد إعجابا بجوابه وإن كان مجانبا للصواب ، ثم صحح له بطريقتك إن أخطأ أو زل ..
ولا تنس – بطبيعة الحال – أن ترصد جوائز صغيرة للفائزين والمتحمسين في المسابقة ..
(3)   عند تجمع العائلة الكريمة حول موائد الغداء والعشاء ، يمكنك طرح سؤال يحاول الجميع الإجابة عليه ، وشجع طفلك على أي معلومة يبديها في الموضوع ، واحرص على توضيح حل السؤال له كي لا تتركه وحيرته ..
فمن المقرر تربويا أن التعليم عن طريق طرح السؤال وطلب الجواب عليه من أنجح الطرق لتوصيل المعلومة ، حيث إن الذهن يكون حاضرا متوقدا حال انتظار الإجابة ، فطرح السؤال يكون تصفية للذهن من الشرود ، وتهيئة له لاستقبال المعلومة ..
وبالتالي ترسخ المعلومة أكثر وتتمكن من الفكر ..
وثمة أمثلة كثيرة من سنة الحبيب – صلى الله عليه وسلم – على هذا النوع من التعليم ، وهذا الأسلوب من المعلم الأكبر – صلى الله عليه وسلم – كان يأتي بعدة طرق :
أولا : توجيه السؤال إلى الصحابة  وبعده الإجابة دون انتظار الإجابة منهم ، أو انتظارهم انتظارا قصيرا لضمان استعداد الأذهان ..
وغالبا ما يتصدر هذا الأسلوب بكلمة " ألا " ، للتشويق والإثارة ..
من ذلك قوله – صلى الله عليه وسلم - : " ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم  " ..
ومنه ما رواه مسلم : " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، قالها ثلاثا "
ثانيا : توجيه السؤال للمتعلمين وانتظار إجابتهم ثم تصحيحها إن كانت غير موفقة ، أو غير متفقة مع المقصود ..
ومن ذاك سؤاله – صلى الله عليه وسلم – عن المفلس حين قال لأصحابه : " أتدرون من المفلس " ، قالوا : " المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع " ، قال : " المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام ، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ..."  الى آخر الحديث
(4)   تعليق سؤال ديني بسيط كل أسبوع في المجلس أو الصالة ، يحاول الجميع البحث عن جواب له ، حتى يأتي الجواب منهم أو منك موافقا تعطشا من نفوس الجميع ، فترسخ المعلومة عندها ، مع رصد جائزة سرية تختلف من أسبوع لآخر ..
كما يمكن أن يكون الأسلوب خاصا بالطفل عن طريق مكتبته الصغيرة ، فاجعل له سؤالا خاصا يبحثه من مكتبته جاهدا حتى يحصل على المعلومة ..
(5)   أقم مسابقات دينية مصغرة ( كل شهر مثلا ) بين طفلك وأترابه من أقاربه أو جيرانه ، تعد فيها بعض الأسئلة الدينية ، وتقسمهم إلى فرق يتنافسون فيها ..
(6)   يمكنك أن تعقد لأطفالك في المنزل مسابقات في الحفظ ، كحفظ القرآن الكريم والمتون العلمية ، وتشجعهم معنويا وماديا على ذلك ..
(7)   أعط لمن تقارب سنهم من أطفالك نسخة من شريط قصص أو معلومات يناسب قدراتهم ، أو كتيبات قصص ، ثم تطرح عليهم سؤالا أو أسئلة في معلومات وردت في الشريط أو الكتيب ، أو اطلب منهم تلخيص ما سمعوه أو قرأوه .
(8)   بين فترة وأخرى يمكن جمع العائلة في برنامج موحد ، يتولى فيه كل فرد مهمة معينة ، فأحدهم يقرأ شيئا من كتاب الله غيبا ، وآخر حديثا ، وثالث كلمة قصيرة في موضوع ، ورابع قصة هادفة وهكذا ..

وإلى حلقة لاحقة ووسائل أخرى أتركك في حفظ الله ورعايته ..

محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق