الأحد، 22 أبريل 2012

معية الله للمؤمن

تصور أنك وقعت في ورطة أو مشكلة كبيرة ، وحاولت البحث عن مخرج أو حل لأزمتك ، فلم تفلح ، واستنجدت بالقريب والبعيد فاعتذر الجميع ، فجاءك خطاب من الحاكم أو السلطان أو من مسؤول ذا حجم كبير في الدولة يقول لك فيه : لا تقلق أنا معك !!
ما يكون شعورك ؟ وأي ميزان سيقيس معدل سعادتك تلك اللحظة ؟
لا شك أنك ستحس وكأن الكلمة سكبت على قلبك كميات كبيرة جدا من ماء الطمأنينة والراحة القلبية !
لماذا ؟ لأنك تعتقد أنك آويت إلى ركن شديد ، وأن من قال أنه معك قادر فعلا على أن يعينك في مشكلتك سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو في الوظيفة أو ما شابه ..
 إذن قف معي لحظة :
ما رأيك لو أن خطابا كهذا وجه إليك شخصيا : " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " ؟
ما شعورك يا ترى ، وقد جاء الوعد بالمعية ممن يملك السموات والأرض ومن فيهن ، وله القدرة المطلقة التي لا تحدها حدود في التصرف في هذا الكون ؟!!
سعادة غامرة تملأ جوانبك ، وتشعرك أنك في مأمن ، فلا تخش شيئا ، ولا تهاب ، ولا تحزن على ما فات ولا تخاف !
فسبحان الله ، كيف يطمئن الناس إلى وعد الخالق ولا يطمئنون إلى وعد المخلوق !!
ها هو ربنا – بعظمته وكبرياءه وقدرته المطلقة – يعدنا بأنه سيكون معنا في كل أمورنا وفقا  للمعادلة   : التقوى + الإحسان = معية الله ، فإذا تحقق الطرف الأول من المعادلة تحقق الثاني ، ومن أصدق من الله حديثا ؟
سبحانك ما أكرمك وما أحلمك وما أعظمك ؟
حين يكون الله معي فماذا أريد بعد ذلك ؟ حين يكون جبار السموات والأرض في صفي مم أخاف وعلام أقلق ؟ حين تصاحبني معية  الملك المنان الكريم المنعم المتفضل ففيم أطمع بعدها ؟ وما الذي سينقصني ؟
اطمئنان لا حدود له يغشى من يتقي الله ويحسن ويوقن بهذه الآية ..
أخي الكريم
ما علينا إلا أن نجتهد في تحقيق الطرف الأول من المعادلة ، سنجد أن الطرف الثاني قد تحقق ، وييسر الله كافة أمورنا تيسيرا عجيبا ، ويتكشف لنا من كرم الله ومنه ما كنا عنه في غفلة تامة ، أو قل ما كنا نفتقده ونحن نبارز الله تعالى بالمعاصي ..
فعندما تتقي الله ، يحبك الله ، وهذه المحبة تضفي عليك بركات ونسمات رائعة ، كما روي في الحديث القدسي : " وما زال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولإن استعاذني لأعيذنه " ..
في كل نائبة ، وعند كل ورطة ، يجهز الله لك كتائب الإنقاذ ، وحملات الدفاع ودفع العدوان ، وتسوق لك رياح الخير في كل لحظة من لحظات حياتك ، وفي كافة المواقف و بأمر من بارءها نسمات من الخيرات والبركات التي لا تخطر على بالك ، كيف لا ؟
ألا تدري من معك ؟
إنه الله معك ..
محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق