الجمعة، 27 أبريل 2012

وقفات مع فتيات المحلات .. الحلقة الأولى


جميل ومريح وشارح لصدر المرأة أن تجد فتاة من بنات جنسها تخيط لها ما تحتاج من ملابس أو تبيع لها ما تطلبه حياتها من أغراض لا بد لها منها في محلات خاصة ببنات حواء ، بدل أن تضطر لاقتناء حاجياتها الخاصة من يدي رجل غريب !!!
فتحية إلى الفتيات المحتشمات الطاهرات العاملات في مثل هذه المحلات الملتزمات بالستر وما فرض الله ، وتحية من قبل ذلك للحكومة الرشيدة التي خطت خطوات لها وزنها في التخلص من الأجانب الذين تتدفق من تحت أيديهم البارة بمصالحهم ومصالح بلدانهم  وديانا من الأموال الطائلة منبعها قعر بلادنا ومصبها بلدانهم الفاغرة فاها لما يجود به المنبع الفياض ، إضافة إلى المفاسد العرضية والتجاوزات الأخلاقية التي يمكرها هؤلاء ...
تلك أمة من الفتيات لها احترامها ما التزمت بشرع الباري – سبحانه وتعالى - ، غير أني أود من القارئ الكريم أن يسمح لي  نقل صورة مباشرة ، لنوع آخر من فتيات المحلات حسب رواية بعض صاحبات الشأن ، ورواية من يعرفهن من بنات جنسهن ...
المشهد الأول :
تقف قبالة دولاب ملابسها دقائق لتختار بدقة وإحكام لباس اليوم المناسب ، بناء على اعتبارات خاصة تتناسب وطبيعة العمل ، مطرزا بشيء من خنقات الوسط أو ملمعا بشفافية تصف ما تحتها ، ذا لون اختبرت فتنته وجاذبيته ، يتناسب ولون البشرة ، فعندما يتناسب اللون الغامق لبيضاء البشرة ، تفضل ذات البشرة السمراء فاتح اللون بدرجات تتفاوت ودرجة السمرة ، ولهن في ذلك ومنه علم وخبر ....
ثم تمرر على عينيها شيئا من الكحل ، لتتبعه بشيء من ( البودرة ) أو ( كريم الأساس ) أو( ( فيري )  أو ما تيسر من مساحيق ، ولا بأس أن يشرب بلون وردي أو أحمر في بعض بقاع الوجه ، لتبقى بقع أخرى شاغرة للوشم والعلامات السوداء ، من غير نسيان – بطبيعة الحال – لأحمر الشفاه وخلفيات الجفون ، ليكون الوجه في نهاية المطاف أشبه بلوحة فنان عبث بها أحد أطفاله ، أو دمية صنعها صانعها في آخر دقائق يومه المجهد ، وهكذا دواليك يعبث بذلكم الوجه الصبوح يوميا في روتين ربما مله مرارا ولم تمله حاملته ، فهي تعي أهمية ما تقوم به ، وتؤمن برسالتها العظيمة ولله الحمد !!!
المشهد الثاني :
حان الآن دور العطر الذي أعدت له سلة خاصة تزدحم بمختلف أنواع العطور ، لتقف المحترمة أمامه وقفتها أمام دولاب الملابس ...
ولا تسل بعدها عن تسريحات الشعر ، وتلميعاته ، فهي تتفاوت حسب درجة ( الحشمة والاحترام ) التي تتمتع به ، ودرجة ( التقدم والتطور ) في نزع بعض أو كل غطاء الرأس !!
وحدث – ودعك من الحرج – عن أصباغ الأظافر وألوانها المتناغمة مع صدى عزف البشرة وألوانها ، ناهيك عن نقوش الحناء والتفنن فيه ...
المشهد الثالث :
 تخرج ( المحترمة ) من بيتها في الصباح الباكر ، وعليها علامات الجد والاجتهاد .. بل الخمول والإجهاد ، بخطوات تسابق سرعة صوت الكعب العالي الذي يدق جرسه في تناغم عجيب ..
أما إلى أين ؟!!!
إلى أين ( يا حسرة ) ؟!!!
إلى مخبز ،  أو مقهى ، أو مطعم ، أو مقهى انترنت ، أو محل لبيع الهواتف النقالة ووسائل استقبال البث المباشر ، أو مركز أو مجمع تجاري ، أو بيع مواد غذائية ،  أو مكتب تخليص معاملات ، أو مكتب تأجير سيارات ، أو محل بيع أشرطة الأغاني واسطوانتها ، أو محل ملابس رياضية ( للرجال ) !!! أو ما شابه !!
المشهد الرابع وروح المأساة :
تفتح المحترمة محلها لتقف بذلكم المنظر المحترم على كرسي البيع أو المحاسبة في المحل ، ليدخل عليها الشباب زرافات ووحدانا ، بعضهم دخل للشراء والتسوق ، وبعضهم للنزهة والتجول ، وآخرين للتمتع بالنظر إلى اللوحة المعروضة خلف طاولة البيع كسلعة من السلع ، بل إنها تعد نفسها -  أو يعدها بعضهم – أهم سلع المحل على الإطلاق ..
منهم من ينظر إليها – ولا محالة – في أغلب الداخلين ، ولو أثناء سؤاله عن سلعة أو تسليمه لثمنها أو استلامه لما تبقى من نقود ، في أضعف الحالات وأقلها خطرا ، فتقع عينه – بلا شك – على شيء مما أعدته لتظهر بالمظهر ( اللائق ) من مساحيق ونمص ووشم وما تم وصفه في المشهد الأول من المأساة ، فتكتسب بذلك سيئة واحدة مقابل كل نظرة من شاب أجنبي عنها ، لأن كل ما فيها باب من أبواب الفتنة مفتوح على مصراعيه ..
ولو اقتصر الأمر على ذلك فكم وكم من السيئات التي ستجمعها مثل هذه الفتاة في صبح ومساء ، وكم هي الحصيلة الأسبوعية ، والحصاد الشهري من السيئات والذنوب يا ترى ؟
أرقام مذهلة والله قد تعجز عنها كثير من المقاييس ، غير أن المصيبة الواقعة أن الناس لا تحس بنقصان دينهم ، وما يقع فيه من خدوش وشروخ  كما يحسون بنقصان دنياهم  فيا للعجب !!
وكما تعلم – أيها القارئ الكريم – أن الأمر يتعدى ذلك بمراحل ومراحل ، فمن ابتسامة لهذا ، وضحكة لذاك ، وسؤال فضولي من فلان ، وكلام فارغ من علان ، وربما وقف الواحد منهم عشرات الدقائق أمام الفتاة المعروضة يتجاذبان أطراف الحديث ، وحدث – ولا حرج – عن خطر ذلك وعظم جرمه ...
وكم تتعرض هذه الفتاة إلى مضايقات غرامية وغزلية ، ورمي أرقام هواتف ، ومزاحات جانبية يستنفر بها الشاب الابتسامات والضحكات الأنثوية الرقيقة من الفتاة السادرة في غفلتها ،  بل يصل الأمر في كثير من الأحوال إلى  محاولات تحرش جنسي من قبل بعض مريضي القلوب من الداخلين ، وربما كان القلب سليما إلى حد ما قبل دخوله ، غير أن وجود مثل هذه الحالة الخطيرة أمرضته وربما شلته !!
وقد حدثني بعضهم أنه دخل مرة على محل تبيع فيه إحدى الفتيات فوجد البائعة وشابا  يتبادلان القبلات داخل المحل !!
هذا بالإضافة إلى ما تضطر إليه تلك الفتاة  - وأي ضرورة في ذلك يا ترى - ، من حركة هنا وحركة هناك في المحل لتفتش عن سلعة لطالبها وما شابه ذلك ،فتنزاح أثوابها عن مناظر وفتن أخرى ،  فتظهر بذلك أمام الأجانب مكنون زينتها ، وما لم يحدثه الوجه و( القصة ) المسدلة على العينين ، من فتنة وإغراء ...
وثمة مأساة أخرى  يحسن ذكرها في المقام ، تدور أحداثها بين الفتاة وصاحب المحل ، إذ أن بعض أصحاب هذه المحلات ، عندما يرجعون من عملهم مساء يتجهون إلى المحل ليقضوا بقية يومهم حتى الساعة العاشرة مساء أو ما يزيد على ذلك بجنب هذه الفتاة ، ( يناقشها !) في آخر التطورات ، ليستلم منها نشرة اقتصادية مفصلة عن سير المحل وأرباحه وزبائنه ، في ضحك ومزاح ومرح ، ولا بأس أن يخرج الحديث بين الفينة والأخرى عن الخط الاقتصادي لينحرف إلى أمور وأمور أنأى بقلمي عن ذكرها !!!
وإلى الشريكين المساهمين في هذه الجريمة و التأصيل الشرعي للمسألة والحلقات القادمة ..  فابقوا معنا ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق