الجمعة، 27 أبريل 2012

تربيتنا الجنسية

عزيزي الأب .... عزيزتي الأم
لا نستطيع تجاهل الطاقة الجنسية التي وهبنا الله اياها منة منه وتكرما ، وحفاظا على بقاء الجنس البشري ، وتعاقب أجياله ،
انها طاقة كغيرها من الطاقات تحتاج ترشيد استهلاك وتقويم توجه ، من قبل الأسرة والمجتمع ، وحامل الطاقة بطبيعة الحال ...
وأنتما بلا شك الموجه الأول لابنكما وبنتكما ويقع على عاتقكما التوجيهات المبدئية وقتا وأهمية لهذه الغريزة الجامحة ، بالتربية الجنسية السليمة ، القائمة على تعاليم الدين الحنيف ، لا على الأفكار الغربية الهدامة التي تبثها بعض وسائل الإعلام المروجة للرذيلة والفساد .
فإليكما – حفظكما الله راعيين لأجيال الأمة – بعض الإشارات السريعة من وسائل وخطوات التربية الجنسية الصحيحة :
أولا : علما الطفل والطفلة  آداب قضاء الحاجة بما في ذلك الابتعاد عن أعين الآخرين وإغلاق باب دورة المياه ، والتزام الكبار  - ابتداء منكما - بذلك أولا ، حتى لا يطلع الطفل على عورات الآخرين فينسج الشيطان في مخيلته أفكارا لا تحمد عقباها .
ثانيا :اغرسا قيمة الحياء في نفس الطفل بتعويده على الحرص على ستر عورته دائما ، أمام أسرته والآخرين ، ويتأكد ذلك بالنسبة للبنت عزيزتي الأم .
ثالثا : إبعدي ابنتك – بارك الله فيك -  عن الملابس الغربية الفاضحة التي اعتادت بعض أسرنا – للأسف الشديد – تربية بناتها على ارتداءها ، ظنا منهم أن مسألة اللباس المحتشم إنما تكون بعد بلوغ الفتاة ، وهو تصور خاطئ ، لأن تعود الفتاة على مثل هذه الملابس يجعل من الصعب استبدالها بغيرها مستقبلا ، كما أن بعض أصحاب القلوب المريضة لا يفرقون بين صبية وبالغة ، فلنحافظ على أمانتنا .
رابعا : عودا طفلكما خلق الاستئذان عليكما  ، وبقية الأسرة ، بطرق الباب قبل الدخول وانتظار الاذن والاستئناس ، وكذلك الاستئذان عند دخول بيوت الجيران والأقارب ، لئلا يطلع على أمور تربك فكره  ، كما شرع ذلك بنص آي الكتاب العزيز .

خامسا : إذا وقع –سهوا أو غفلة – أن اطلع الطفل على شيء من الأمور الجنسية  ، فيجب أن تكونا ذكيين في معالجة الموقف ، وعدم الارتباك والتوتر والغضب الشديد الذي يؤجج فضول الطفل لمعرفة أسباب الثورة المقامة عليه ، ولم يمنع من معرفتها ، بل يصرف ذهنه إلى ما يهمه بالطريقة التي تتلاءم وظروف الأسرة وذكاء الطفل .
سادسا: لا تتجاهلا أسئلة الطفل الحرجة ، ولا تنهراه – بارك الله فيكما - عند إلقاءها ، فهو كالغريب الذي لا يفقه شيئا عن عالمنا ، فمن حقه أن يسأل كما يسأل الغريب ، ومن واجبنا أن نجيب على تساؤلاته بما يتلاءم وعقليته ، وما يحافظ على اتزان سلوكه  ، على ألا تكون الإجابة ساذجة إلى حد يكتشف الطفل سخافتها ، وزيفها .
 ومن الجميل صرف فكره إلى موضوع آخر أكثر أهمية بالنسبة له ، لكن أن يصادر فكره ويكبت سؤاله ، فهذا خطأ جسيم ، فالكبت يؤدي إلى الانفجار .
    سابعا: عودا أطفالكما عدم الاختلاط بين جنسيهما ، كما قال – صلى الله عليه وسلم - : " وفرقوا بينهم في المضاجع " ، وهذا ملاك الأمر وزمامه ، لما يترتب على التهاون فيه من مفاسد لا تخفى على مثليكما .
ثامنا : أمور الجنس والغرام مكانها غرفة النوم ، وليس أمام أطفالكما ، فليكن كل شيء في محله ، ومن المؤسف جدا أن نجد  بعض الآباء – حاشاكما - يرددون أمام أبناءهم يوميا العبارات الجنسية ، وكلمات الجماع والوقاع الصريحة ، والألفاظ الفاحشة البذيئة ، وكأنها من منثور الحكم ، وزاخر الآثار ، بل ربما قام البعض – طهركما الله - بممارسة بعض نشاطاتهم الجنسية أمام أبناءهم ، ظنا منهما أن هذا هو الأسلوب الأمثل للتثقيف الجنسي ، وتهيئة الولد أو الفتاة للمستقبل .
إن مثل هذه التصرفات تجعل للطفل اتجاها جنسيا في المستقبل ، فتصبح هذه الأمور من أكبر اهتماماته ، يلهث خلفها باي وسيلة  
إحدى المعلمات في صفوف التعليم الأساسي تقول :
وردت إلي شكوى من عدد من البنات، أن ولدا يحاول ضمهن والتحرش بهن، وقد تكرر الأمر أكثر من مرة، استدعت المعلمة الطالب وحاورته ، وبعد أن طمأنته وبدأ بالمصارحة، تبيّن أن سبب ذلك كله، أن أبويه نسيا إغلاق باب غرفة النوم، ففتحه دون قصد، ثم أغبقه إلا من فتحة بسيطة مكنته أن يرى كل شيء! وكان هذا دافعا لأن يجرب !!!
تاسعا : في التلفاز والأطباق – وما أدراكما ما الأطباق – الغث والسمين ،فاحرصا – رحمكما الله – على إبعاد الطفل والطفلة عن كل ما يؤجج الغريزة الجنسية ، ويعوده على رذيل الحركات ، ومائع التصرفات من برامج ومسلسلات تهدم أكثر مما تبني ، وفي النافع والمفيد الخير الكثير ، فلا بد من البديل لأن الفراغ قاتل .
عاشرا : أبعدا طفلكما عن الكتب والقصص الجنسية التي يدعي بعضها التربية الجنسية ، والتي تدس السم في الدسم ، تهيج غريزة الصبي وتشعل شهوته قبل أوانها نارا من غير حطب تأكل فضيلة المجتمع مستقبلا إن لم تجد ما تأكله .
حادي عشر :اختارا القرين الصالح الذي تربى على الفضيلة ليكون صاحبا ورفيقا لطفلكما ، حتى لا يتعلم البذاءة والفحش من قرناء السوء – عافانا الله وإياكم - .
ثاني عشر :أشغلا  وقت الطفل بالقصص المفيدة والكتيبات والأشرطة النافعة بما يتلاءم وعقليته ، وبناء طموحاته لمعالي الأمور ، وصرف همته للمفيد ، حفاظا له من فراغ فكري ، يوجهه الشيطان للرذيلة .
ثالث عشر :  حافظا على فلذات أكبادكم ، وأمانتكم التي حملكم الله إياها  في أوقات القيلولة والهجوع ، كي لا تنصرف أنظار سود القلوب ، وخبيثو التفكير إليهم ، فتحصل ما لا يحمد عقباه – والعياذ بالله - .
رابع عشر : عندما يقترب الطفل من مرحلة البلوغ والمراهقة ، فمن الخطأ الجسيم ألا يعرف حينها شيئا عن التغييرات الجسدية والنفسية والجنسية ، التي تحدث في هذه المرحلة ، فإذا سألكما عن شيء من ذلك فلا تتهماه بقلة الحياء وسوء الأدب ، كي لا يؤدي ذلك  إلى اتجاه الابن أو الفتاة إلى من يعلل لهما تلك التغيرات ، وكيفية التعامل معها ، فيكون البديل أصدقاء السوء ، ورواد الفساد في المجتمع ، فيفسرون لهما المسألة على هواهم ، واتجاهاتهم المنحرفة ، وبالتالي ، يوجهونهما للإستغلال ( الأمثل ) لهذه الطاقات الجديدة .
أو يتجه الطفل إلى قراءة الكتب والقصص الجنسية ، رغبة منه في معرفة شيءعن هذه التطورات الجديدة التي فاجأته في هذه المرحلة ، وفي هذه الكتب والمجلات والقصص الغث والسمين ، مما ينشأ عنه انحرافات  ليست بغائبة عن تصور الجميع .
فيجب عليكما أن توضحا لابنكما وفتاتكما  طبيعة التغيرات الجسمية والنفسية التي تطرأ عليه ، وكيفية مواجهتها والتعامل معها ، وفن التعامل مع الغرائز الطارئة ، وذلك لا يخدش بحياءك – عزيزي ... عزيزتي – بل واجب لوقاية الحياء ، وأداء للمسؤولية .
وفقكما الله لتربية راقية على النهج القويم لديننا الحنيف ، الذي فيه سعادة الدارين لكل جيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق