الأحد، 22 أبريل 2012

ولا يظلم ربك أحدا

هي قاعدة من القواعد التي قررها المولى – عز وجل – بين سطور كتابه الكريم ..
فالظلم محال على الله ، ولا ينبغي له ..
وقد يقول قائل : إن هذه حقيقة مسلم بها يؤمن بها الجميع ولا جديد فيها ..
نظريا نعم ، وكلاميا ما أسهلها ..
ولكن ..
حين تسبر أغوار الناس ممن يشهدون أن لا إله إلا الله ، و( يؤمنون ) أن الله لا يظلم أحدا ، وتدخل إلى عالم نظرتهم إلى مجريات حياتهم ، والأحداث من حولهم ، تجدهم ينظرون إلى ربهم – والعياذ بالله – نظرة فيها من سوء الظن الشيء الكثير ..
فالحاسد الذي يتحرق قلبه أسى وحرقة حين تزيد نعمة مع فلان أو فلان ، ويرى نفسه الفقير البائس ، يمر على نفسه خاطر أن ( الدهر ) ظلمه ، وأن ( الأقدار ) هضمته حقه ، وربما تشرب الفكرة واستساغها واستحسنها ..
وكثير ممن ابتلي بالأمراض بدل أن يقول : الحمد لله ويشكر الله على أنه أفضل من غيره ، وأن لو شاء الله لجعل مرضه أشد بكثير مما هو عليه ، وبدل أن يسأل الله العافية تجده يتسخط على ربه وعلى الأقدار ، ويردد : ما الذي فعلته يا رب ، وقد تبلغ به الوقاحة أن يقول : ما الذي فعلته بك يا ربي ؟!!! وكأنه وربه في حلبة مصارعة !!
بعض الفقراء حين يذكرون ثراء فلان أو فلان أول ما يسبق إلى لسانهم أن أؤلئك لم يظلمهم الدهر كما ظلمنا ، وساعفتهم الأقدار ، أما نحن فمكتوب علينا أن نعيش في الظلم !!
أخي الكريم ..
اعلم – رعاك الله – أن كل شيء يكتبه الله إنما فيه مصلحتك ، ومحض منفعتك ، وإن كان في ظاهره أنه شقاء وعناء ، فمن رحم الظلام يخرج النور ، ولولا الأشواك لما وصلنا إلى الورود ، وكم إنسان انتفع من مرضه أكثر مما نفعته صحته وفتوته ، وكم من إنسان ارتفع وعلا شأنه وهو الفقير البائس ، وغني اتضع وانخفض ولم يفلح غناه أن يرفعه !
فأن نشعل شمعة خير لنا من أن نلعن الظلام  ونتسخط على الأقدار ، فإننا إنما نتسخط على مقدر الأقدار ، ومجري الأحداث ، ولو لم يكن في المصاعب والمصائب إلا أنها تدفع من كان فيه عقل  للرجوع إلى الله وتدبر أفعاله ، والإقلاع عن أمور وفضائع ومعاص ودواه لكفى بها منبع خير وبركة ، وهل من مكسب على وجه الأرض أفضل من هذا ؟؟!!
إنك حين تنظر إلى الأحداث والوقائع التي تحدث في حياتك أو ( المصائب ) التي تصيبك على أنها من تقدير الله وحده ، ,انه  - سبحانه – في كل الأحوال لا يريد لك إلا خيرا تطمئن نفسك ، وتعيش بنفس راضية عن ربك ، فلا تتبرم ولا تتسخط ، ولا تلعن الأقدار والظروف والدهر والزمان ، بل تحسن الظن دونا بربك ، وستجد منه دوما ما يسرك بإذنه ومنه ..

محمد بن سعيد المسقري
 mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق