الجمعة، 27 أبريل 2012

كيف تربي طفلك تربية روحية ؟ الحلقة الرابعة

أهمية التربية الروحية (2)
نواصل أهمية التربية الروحية
رابعا : من الناحية الأسرية
في ظل التربية الروحية للأبناء تعيش الأسرة في اطمئنان وسلام ، فلا تجد ما تسمع عنه هنا وهناك من جرائم خلقية بين الأخ وأخته ، ولا المنازعات القضائية لأتفه الأسباب بين الأخ وأخيه ..
وتختفي في مثل هذه البيوتات الأيدي الخفيفة التي تنهب المبالغ البسيطة التي تجمعها الأم أو تعدها الأخت لشيء من ونوائب الدهر ..
كما أن الأسرة تسعد اقتصاديا بتفهم أبناءها لأوضاعها في كل الأحوال ، في الوقت الذي تصرخ فيه بعض الأسر من تبذير أبناءها وكثرة طلباتهم حين يحسنون اختيار الوقت المناسب للطلبات الشاقة ، الوقت الذي ترزح فيه الأسرة تحت وطأة الفقر أو تمر بظروف ومصاريف ضرورية كبيرة ..
في أسرة التربية الروحية تنام الأم مطمئنة بوجود أبناءها المراهقين في غرفتهم يراجعون دروسهم أو يتابعون مفيدا في تلفزة أو إذاعة أو يلعبون لعبا بريئة ، في الوقت الذي تتجافى جنوب أمهات التربية الجسدية عن المضاجع لا لقيام الليل خوفا وطمعا كما وصف الله عباده المؤمنين ، بل ترقبا وتحسبا لما يستجد من جرائم أبناءها الذين بلغوا مرحلة الشباب ، فشابت وهرمت عندهم القيم والمبادئ والأخلاق ، قد جفت أعينها الكرى ، وباعد السهاد بين أجفانها ، يخفق قلبها خفقات سريعة بين كل خفقة وأخرى رجاء وتوسل للقدر ألا يحمل بين جنبيه هذه الليلة مشكلة أو مصيبة جديدة ..
في أسرة التربية الروحية العالية تجد التكاتف العجيب بين أفراد الأسرة في كل شيء ، في الفرح والترح ، وما يطلبه البيت من أعمال ، بينما لا تجد أسر التربية الجسدية إلا قوة جسدية يوجهها ضمير مات  أو على وشك ..
هذه القوة توجهها الرغبة و( الطربة ) ، فمتى ما طرب الفتى واشتهى  عون والديه وأسرته والوقوف معهم وقف ، ومتى رأى انه لا رغبة له استنكف واستكبر ، وحتى عند وقفاته فإنه قد يرتكب من الحماقات ما يجعل أسرته تتمنى أنه لم يحرك ساكنا !!
في ظل التربية الروحية يستطيع الأب بكل اطمئنان أن يرفع رأسه عاليا بين ذويه  وفي أوساط المجتمع ، فهو يفخر بسلوكيات أبناءه ، بينما والد التربية الجسدية لا يستطيع أن يرفع رأسه حتى بين أبناءه الذي ( سهر ) على تربيتهم !!
فالأول يذهب لمدراس أبناءه يجد المدح والثناء لأبناءه والشكر والتقدير له وحسن تربيته ، بينما يذهب الثاني يجر أذيال الخيبة والفشل ، ليثيبه المدير والمعلمون غما بغم بما يسمعه من حماقات وتجاوزات ولده الذي لا يحمل بين جنبيه شيئا اسمه ضمير أصلا ..
خامسا : من الناحية الاجتماعية
إن المجتمع يسعد حقيقة بشباب أخذوا حظهم من التربية الروحية ، ونالوا النصيب الأوفر من البناء الضميري ، بينما يتعب أيما تعب ، ويجر جرا للشقاء الحقيقي حين تقصى التربية الروحية داخل أسره ، حيث تكثر خفافيش الليل التي تثقل كاهل المجتمع بجرائمها السرية ، وتجاوزاتها الفضيعة التي طالما صرخت منها مجتمعات كثيرة ، لو أحسنت أسرها تربية أبناءها التربية الروحية لاطمأنت وساد الأمن فيها ..
فالتربية الروحية تجعل المجتمع يعيش في طمأنينة وسلام ، حيت إن الضمير الحي يعلم الفتى أنه جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع وأن سلوكه ينعكس سلبا أو إيجابا على راحة المجتمع وسمعته وأماله وطموحاته ، فما المجتمع إلا أفرادا يرفعون شأنه أو ينزلون به إلى أسفل سافلين ..
هذه باختصار مجمل النقاط التي توضح الأهمية القصوى للتربية الروحية للأبناء ..
ومن خلال الحلقات القادمة سنحاول أن نبين لك – عزيزي المربي – كيف تربي ولدك التربية الروحية الصالحة فكن معنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق