الاثنين، 23 أبريل 2012

بطل الجنس

ظن أن عينيه إنما خلقتا وسيلة للوصول إلى مطالب ما بين الرجلين ...
فأطلقهما في كل فتنةنسائية ظهرت وبأي شكل  ، سواء كانت صورا ماجنة ، أو أفلاما ساقطة ، أو قصصا جنسية مثيرة ، ....
العينان الشقيتان بعد كلهما من التقليب في الصور العارية والمناظر المثيرة ، والإغراءات المتكررة التي تتعرض لها ليل نهار - بدورهما يرسلان برقيات عاجلة إلى الجوارح للاستجابة لنار الشهوة التي أضرمها وقود احتكاكهما هنا وهناك ....
خواطر وأفكار سيئة ، تدعم بخسة النفس وإيحاء الشيطان ، تزيد النار اضطراما....
شيء من الحياء – أو شيء من الخوف من المجتمع – يدفع إلى أسلوب تخفيف يمارس في زاوية لا تطالها عين المجتمع ، فتكون العادة السرية ....
فيعالج الداء بداء أخطر ، فتنشأ الأمراض النفسية ، وتزداد حدة السعار الجنسي ، فيدرك ألا فائدة من الطريقة المختبئة إلى هذه الدرجة ، فيبدأ تدريجيا في الانفتاح ...
يدخل عندها عالم المحادثات الهاتفية والالكترونية ، والرسائل الغرامية بل الجنسية لهذه وتلك ، ممن يتوخى فيها سقوط جلباب الحياء ، وتدني مستوى الإيمان ، ولا تزال النتيجة هي هي ، سعار يزداد حدة وتوترا ....
فيجد أن هذه الطريقة لا تروي ظمئا ولا تشبع نهما ، فيقرر صاحبنا عندها التحرر من جميع القيود الاجتماعية ، فيبدأ بارتياد أماكن الاختلاط وتجمعات الفتيات لينشئ علاقات فاسدة يظهر في بدايتها أنه في منتهى الشرف والنزاهة ، وأن علاقاته بريئة ( الحب البريء!! ) حتى إذا انقادت الشياه للذئب ، وقع الفأس على الرأس ، وارتفعت النزاهة ، وهتكت الأعراض ، فإذا مل من فتاة انتقل إلى أخرى ، وربما قطع بعضهم الحدود وطوى المسافات ، وبذل الأموال الطائلة من أجل تحقيق رغباته الجنسية ، والتخفيف من السعار الجنسي الذي يكابده . إن القلب ليتفطر أسى وحسرة حين ترى الشاب في أوج قوته وفتوته ، وقد جعل عقله بين رجليه ، لا هم له إلا ملاحقة الفتيات وارتياد أماكن تجمعاتهن ، يعيش هائما كالسكران ، يبحث عن الشهوة في كل مكان ، وبأي شكل ، حتى تصبح همه الأول ، فإذا تحرك فمن أجلها ، وإذا سكن فلأجلها ، يقيم من أجل إرضاءها ، ويسافر بحثا عنها ، يسهر الليالي الطوال منكبا على عبادتها وتحقيق مطالبها ، نسي أهله ، وقطع أرحامه ، وتناسى صلاته وعباداته ، وغفل عن جميع الحقوق الواجبة عليه ، وصد وجهه عن كل محتاج لمساعدة أو طالب لخدمة إنسانية ، فقلبه ممتلئ بحب هذه الغريزة دون سواها ، قد انفلت الزمام من عقله تقوده الشهوة كيفما أرادت ...
يعيش بفكر جنسي غريب ، وكأن عقله ركب من مادة جنسية خالصة .....
يا هذا ...
إن المولى – سبحانه وتعالى – قد خلق لك طاقات ومواهب وقدرات متعددة الأشكال والأنواع ، ورزقك من العقل والفكر ما تصرف به تلك الطاقات ، فلا تجعل عقلك يسجد لشهوتك الجنسية ، وتصرف كل ما لديك من طاقات في سبيل تأمين لذائذها ...
فإنك من خسران إلى خسران بل في محيط خسران لو عقلت ....
فكن رجل فكر وإبداع وإعمار .....

محمد بن سعيد المسقري
 
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق