الأحد، 22 أبريل 2012

الرزق مقسوم ... فمم الخوق؟؟!

شاب أمريكي ما فتئ يبحث عن عمل يقيته ، وطال به البحث حتى وجد وظيفة مراسل ( فرّاش ) في " مايكروسوفت " الشركة العالمية المعروفة ..
فلما ذهب للمقابلة ، بدأوا في أخذ بياناته ، فمن ضمن الأسئلة : ما بريدك الالكتروني ؟
قال : ليس عندي بريد الكتروني !
قالوا له : تريد أن تعمل في (مايكروسوفت)  ، وليس لك بريد إلكتروني !!
قال : إنما جئت لأعمل في وظيفة مراسل لا أكثر ، فما حاجتي للبريد الالكتروني ؟!!
لم يقنعهم كلامه ، ورأوا أن من العجب أن يكون أحد موظفي مايكروسوفت لا يملك بريدا إلكترونيا وهي أم الحاسب الآلي وأبوه ، فطردوه فورا ..
لم ينم الشاب في فراشه متحسرا متململا كما يفعل بعض شبابنا حين يعودون من مقابلة ويتوقعون أنهم لا ينجحون فيها ، بل أخذ ما لديه من مال بسيط  ، واشترى به شاحنة صغيرة ، وبدا في نقل البضائع ، واقتصد في نقته حتى تمكن من توفير مبلغ لشراء شاحنة أخرى قام بتأجيرها لبعض الشباب ثم اشترى شاحنة كبيرة وثانية وثالثة وعاشرة ، وصار يملك أسطولا ضخما من الشاحنات ، حتى كون ثروة هائلة ( سيولة ) وعقارا ..
وفي يوم من الأيام ولسبب ما أراد أن يحصي ثروته ، فاتجه إلى أحد خبراء تدقيق الحسابات ، وطلب منه حصر ثروته ، فتعجب الخبير من اتساع ثروته رغم أن مثله قد تعود على الأرقام الكبيرة ، وقال له : قد جمعت كل بياناتك وحساباتك ، فأعطني بريدك الالكتروني كي أرسل لك كل المعلومات .
فأجاب : ليس لدي بريد إلكتروني !
فقال له : هذه الثروة كلها وليس لك بريد إلكتروني ، فكيف لو كان عندك بريد إلكتروني ؟
فقال له : لو كان لدي بريد إلكتروني لكنت الآن مراسلا في شركة ميكروسوفت براتب عمال !!
سبحان الله ، إنه الطموح والهمة ، وفعلا صدق ، فلو دخل الشركة وأعطي الراتب لاتكل على الراتب كما يفعل كثير من الشباب ، ولما فكر في أي عمل أو مشروع ، ولعاش فراشا قد لا يزيد دخله عن ألف دولار شهريا !!
تعال نلقي نظرة على بعض احوال شبابنا :
تجد الشاب في أوج قوته وفتوته ، يسمع نداءات الحكومة الرشيدة أن اعملوا ولا تتعففوا من عمل ، وابتكروا وحاولوا ، وهو يتقلب في فراشه ، يلفه الصمت الرهيب ، ويجيبها من الداخل : لم أجد وظيفة ، كل صباح أستيقظ فلا أجد أي مسؤول على رأسي يطلبني لعمل أو وظيفة ما !!
وكأن الوظيفة ستأتي له إلى فراشه ؟ أو قل وكأن الرزق منحصر في الوظيفة ، ولا ضمان ولا يقين في غيرها !
إنه ضعف اليقين بالله ، وقلة التوكل عليه ؟
لنقف لحظة : " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها "
رزقك مضمون 100% ، ولكن عليك أن تسعى ، فإن وجدت وظيفة ، وإلا فكر جيدا في عمل يدر عليك دخلا ولو بسيطا ، مع الجد والاجتهاد سيزيد ويتنامى بإذن الله ..
أما أن تعيش خائفا قلقا من أن تموت جوعا ، وأنت لا تسعى أدنى سعي لطلب رزقك ، فأنت تطلب عسيرا ، فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ..
رزقك مضمون ، فلا تخف ولا تخش من فواته ، فتتكالب عليك الأمراض النفسية والعصبية ، فلا أنت بثراء ولا أنت بعافية ، دع الخوف على الرزق ، واقطعه بسكين اليقين بالله الذي يجمع بين حسن الظن بالله والسعي للعمل بالأسباب ..
محمد بن سعيد المسقري
Almasqri1@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق