الأحد، 22 أبريل 2012

الرزق مقسوم ... فعلام القلق ؟؟!

تك ..تك .. أخشى أن لا أجد عملا فقد شحت الوظائف وقلت الأعمال !
تك .. أخشى أن يجور علي المسؤول الفلاني ويسعى في طردي من عملي ، فكيف أعيش بعدها !
صحيح أن نقل صناديق الخمر حرام ، ولكن أريد أن أعيش وأتكسب !
صحيح أن ما أمرني به صاحب الشركة معصية لله ولرسوله ، ولكن أريد أن آكل لقمة عيش !
ماذا سيحصل لو غضب علي زيد وله علاقة بعمرو الذي بدوره سيصل إلى خالد ؟؟ كلا ( الشيمة ) لا أريد أن أفكر في هذا ، فليس له نتيجة إلا أن أفصل من عملي ، حتما سأموت من الجوع !!!
هذه جملة من هواجس تدور في ذهن بعض الناس ، فهم دائمي القلق على رزقهم أن ينفد ، وعلى خبزة عيشهم أن تتفتت ، وتصير هباء منثورا ، فيجدون أنفسهم موتى من الجوع بين عشية وضحاها ..
فتجده يخاف أيما خوف أن يغضب عليه المسؤول ولو لم يجن شيئا ! ويقدم على فعل كل ما يملي عليه فلان ولو كان معصية واضحة لله ورسوله ! ويتقلب كل ليلة خوفا من أن يحصل أي شيء في العمل فيصبح في الشارع خارج دائرة الوظائف ، وبعدها تغلق الدائرة بقفل كالفيل لا يمكن فتحه ولا زحزحته ، فأنى له أن يعود ، وكيف له أن يأكل عيشه ؟!!
كل همه أن تظل له وظيفته بأي شكل من الأشكال ..
ويا ليته مهدد فعلا بأن تزول عنه وظيفته ، إنما هو ضعف التوكل على الله – سبحانه وتعالى – ، فالحقيقة أن ليس من ذلك شيء ، فهو لم يقترف إثما في وظيفته ، ولم يخالف قانونا ، وما اعتدى ولا تعدى ،  إنما هي مجرد أوهام وخوف على الرزق من أن يفوت ، فسبحان الله !
والغريب أن تجد من يصر على فعل معصية خوفا على رزقه ، يعصي الرزاق كي لا يقطع عنه رزقه ، ومن يرزقك غير الله يا هذا ؟؟!!
شاب يعمل في شركة في قسم الموظفين ، ثم نقل إلى قسم آخر بالشركة  ، وهناك أمر بتوريد الخمور لجهة معينة ، ففكر أن يمتنع في البداية ولكنه تصور الخبزة بين عينيه ، ومن حسن طالعه أنه وجد عملا في شركة أخرى براتب يقل عن الأول بعشرين ريالا ، ولكنه لم ينتقل !
لماذا ؟
الجواب بكل قلق : وكيف سأعوض العشرين ؟ أتريدني أن أموت وأولادي من الجوع ؟ سأحمل الخمر وأبا الخمر !!
إن أمثال هؤلاء منسوب التوكل على الله عندهم من الضعف بمكان ، لا يثقون إلا في المخلوق ، ولا يوقنون برزق الخالق الذي يرزقهم ويرزق من يعتقدون أنه يرزقهم ..
تذكر اخي دائما : " إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين " ..
 " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " أتريد اكبر من الله يعدك ويتكفل لك بذلك حتى تتيقن ؟؟!!
وتذكر  " نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " ، هو قسم وسيصلك قسمك ، المهم أن تعمل جيدا ، ولا تقلع عينك بإصبعك ، فلا نعني أن تجعل الوطيس حاميا بينك وبين المسؤولين بحجة أنك ضامن لرزقك ، متوكل على ربك ، فقد جعل الله الأمور بأسبابها ..

محمد بن سعيد المسقري
Almasqri1@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق