الأحد، 22 أبريل 2012

الرزق مقسوم ... فعلام الحسد؟؟!

افتح خزائن السموات والأرض ، وقلب الكنوز كنزا كنزا ، حتى تنظر في طريقة التوزيع الأنسب ..
ثم ابدأ في نثرها هنا وهناك ، لمن تحبه كذا ، ولمن تبغضه كذا ، ولمن تراه ( صافيا ) تجاهك كذا ، واحرم من لا يستحق لسواد قلبه ..
وإياك أن تعطي فلانا كثيرا فإن ماله حين يزداد يبعث أولاده الأذكياء النجباء ليتعلموا في الخارج ، وقد يتفاخرون ويتباهون على أولادك !
وذاك الشقي الذي يبني العقارات لا تزده يكفيه ما لديه بل أرسل عليه الآفات حتى يذهب ماله ، أو ينقص على الأقل فكثرته تغيض حقيقة ، ولا داعي لها !
وأعط واحرم وزد وأنقص وامحق وبارك بحسب ما تراه مناسبا حسب تقديرات عقلك الجبار !
لا تستطيع .. حقا ؟
لا نقدر أن ننقص أرزاق الآخرين أو نحد منها أو نهلكها أو نتلفها ، ولا حتى أن نمحق بركتها ، ولا نقدر أن نحول الموجة تجاهنا ، فيفتقر فلان ونستغني نحن ، وإن افتقر فلان وتغانينا فلا نضمن بقاء الغنى ولا البركة في الثراء !!
إذن علام نحسد بعضنا بعضا ؟!! ولم ترى بعض الناس يتحرق قلبه تحرقا حين يرى نعمة زادت مع فلان أو فلانة ؟
لم تعتصر بعض القلوب أسى وحرقة ، وتموت غما وكمدا حين ترى عقارا استحدثه فلان من حر ماله ، أو ابن فلان قد دخل الجامعة الفلانية ؟
ألم نتيقن بعد حق اليقين أن الرزق مقسوم قسمه الله ، لا يمكن أن نزيد فيه أو ننقص منه شيئا ؟ ولا نملك بركته ومحقه ونفعه وضره ؟
ألم تتأكد قلوبنا المريضة من حقيقة أنه ليس بالإمكان أن تسير الأمور أفضل مما كان ؟
فأفعال الله وتقسيماته لها حكم جليلة القدر ، قد لا تبلغها عقولنا القاصرة ..
" أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات " ..
ألم يأن ألأوان أن نعي هذه الحقيقة ونأخذها مسلمة من المسلمات التي لا جدال فيها ؟؟!!!
 فهو لا غيره من قسم ، وهو لا سواه من رفع وخفض فلا تجهد قلبك ، ولا تتعب نفسك وترفع ضغطك وتحرق أعصابك ، فلن تجني إلا الحقد والغم ..
أتدري ما الذي يحصل لو مكن الناس من أرزاق بعضهم ؟
" قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربي إذن لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا "
لو ملك الإنسان الخزائن لتعسف تعسفا غريبا في توزيعها ، ولهلك وأهلك ، ولصارت الدنيا في حالة ترثى لها من عدم الاستقرار !
قف هنا لحظة : " من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد "
ربك يقول : نحن نعجل ، ونحن نحدد ما الذي يعجل ، ولمن نريد نحن فقط
فمن يعطى وكم يعطى ، كما وكيفا ، نحن نحدده ، ولا دخل لك فيه ..
فاشتغل بنفسك ، واسأل الله الخير لك ولغيرك ، ولا تقلق على خزائن السموات والأرض فإنها لا تنفد ، ولست تعطي الناس من جيبك ولا جيب أبيك ..

محمد بن سعيد المسقري
Almasqri1@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق