الأحد، 22 أبريل 2012

الذل كأس العصاة

" إن الذين يحادون الله ورسوله أؤلئك في الأذلين "
هذا هو الفعل وهذه هي النتيجة واضحة جلية كما قررها القرآن الكريم ، ومن أصدق من الله قيلا ؟
إنك حين تجابه سلطانا أو حتى مجرد مسؤول عادي ، وتعانده ، وتتعمد معصيته ومخالفته ، وتصر وتواصل تتجرع غصصا من الإذلال والمهانة تحت يديه ..
فكيف حين تجابه جبار السموات والأرض ومن يملك العزة  وتبارزه بالمعاصي ، وتصر عليها ؟ من ذا يعزك ؟ وما الذي يرفع قدرك ؟
أتغرق نفسك في بحر من المعاصي والفجور ثم تطلب العزة والرفعة ؟
إن مطلبك عزيز جدا ..
إن الإنسان يحين يستمرئ  المعصية ويتعود على الخطايا ، ولا يبالي أرضي عنه ربه أم سخط عليه ، إنه إنما أوقع نفسة في كومة ذل ، وغاص في أعماقها ، فتجد الهوان يحيط به من كل ناحية ، ويشعر بشيء من الحقارة في نفسه ولا محالة ..
قد يكون من أهل الثراء والغنى ، تتفجر ينابيع الأموال بين يديه تفجيرا ، وربما كان من أهل المناصب والجاه ، أو يتولى وظيفة كبيرة ، أو محاطا بجيش من البنين والخدم والعساكر ، ولكن كل هذه قشور ومظاهر تجلب مهابة بعض الناس وتقديرهم المصطنع المتكلف ، وتضفي عليه هالة من وهم العزة ، ولكنه في حقيقة نفسه وقرارة قلبه يحس أنه طفل ضائع في فلاة ..
وهذه الحقيقة المرة يدركها فعلا كل من غرق في أوحال المعاصي ، واستهان بجبار السموات والأرض ، فمع كثرة من حوله يحس أنه وحيد ، وكلما زاد عدد المتملقين والمنافقين والمتصنعين أحس بصفعات جديدة من الذل ، حيث أن حركة إعراض أو تجاهل من فلان أو فلان سيما إن كان له وزنا كبيرا – في نظره – كفيلة بأن تكون صفعة من الذل يتلقاها الوجه ( العزيز ) ..
حتى الحيوانات والجمادات تشارك أحيانا في إذلاله ، فإن تعسر عليه قفل أو مفتاح أو أبت آلة أن تعمل أو سيارة أن تسير أو شمس لفح حرها أو جو اشتد برده يحس بعض الغارقين في المعصية أن هذه جنود يشكلون دعما و قوى إضافية لجيش الذل !!
لماذا ؟!!
لأن الذلة تقبع في داخله وبين جوانحه ،يسير بها حيث سار ، وتدور به حيث دارت ،  لذلك لا تغنيه عزة الظاهر وإن بلغت عنان السماء في ظاهرها ..
فما الحل وكيف أخرج من أوحال الذل ، وكيف أحس بالعزة الحقيقية ؟
الجواب من أصدق القائلين ، ولا ينبئك مثل خبير : " من كان يريد العزة فلله العزة جميعا " ..
" ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين " ، هؤلاء الثلاثة كتب الله لهم العزة ، وما أفلحت الأموال ولا المناصب ولا أي شيء من البريق الزائف أن يضيف لهم رابعا على مر التاريخ ولن تفلح ..

محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق