الاثنين، 23 أبريل 2012

أنا جاهل

يعبث في صلاته أيما عبث ، فلا يقيم ركوعها ولا سجودها ولا تحس أن فيها أدنى خشوع أو تأمل وتدبر ....
لا يعي أبسط أحكام الصيام ، فتجده يقع في كثير من مبطلاته ومكدراته يوميا ، وكأن شيئا لم يحدث ....
كذلك حاله في حجه وعمرته وذكره ودعاءه وسائر شعائره ...
وليست حاله في معاملاته بأفضل ....
يدخل المحلات فيقتني ما طابت نفسه دون النظر في حله وحرامه ، ودون التردد في شبهة ....
لا يبالي في أي واد من المعاملات وقع ، فطالما دخل في عقود أو شبه ربوية ، ومعاملات قمار وغش وظلم وما إلى ذلك ....
فإذا عجبت من هذا التخبط الغريب في الدين ، فاستفسرت عن الخبر أو سألت عن السبب ، قال بكل برود : أنا جاهل !!!!!
فعلا إنه جاهل بمعنى الكلمة ....
غير أن جهله هذا لم يطل تدبيراته الدنيوية ،وتخطيطاته المادية ....
فإن كان شابا يافعا ، فهو الخبير في أنواع السيارات والهواتف النقالة والمحمولة والأجهزة الكهربائية والالكترونية والأثاث ، فسله تجد الجواب بالتفصيل حاضرا ....
وإن كان شيخا كبيرا ففي المزارع والثمار وأنواعها لا يبارى ولا يمارى ...
وهما في السوق من اخبر خبراء السلع ، لا يمكن أن يخدعا في قيمة أو نوعية ....
ولم يستطع يوما بائع اللحوم  أو الفواكه أو الخضار أو الأدوات الكهربائية أو المنزلية غشهما عند شراءهما لشيء من ذلك ....
بل لم يخدعهما البناء أو الكهربائي أو خبير السيارات وأعطالها في أي تعامل ....
ما أوسع علمهما في تخطيط المشاريع ، وكنز الأموال ، واللهاث ليل نهار من أجل جمع أكبر قدر منها ، وما اعرفهما بالعادات الاجتماعية خاصة ما خالف الدين منها ، وما أسبقهما لما يصدره الغرب من أفكار سيما ما صادم الشريعة !!!
علم المسكين كيف يجمع ووفر ويخطط ويكنز ويجادل ويحذر أي غبن أو غش أو خداع يحصل له ماديا .... غير أنه لم يعرف كيف يصلي !!!!
فسبحان الله !!!
إنني أتساءل بحرقة والله ....
هل  إتقان الصلاة وأحكامها العامة أصعب من الخبرة في كل هذه الأمور بدقة وتفصيل وإتقان ؟؟!!!
ولم لم يكن هؤلاء جهلة في لهاثهم خلف الدنيا ، ولم يلق الجهل مكانا غير أحكام دينهم وعباداتهم ؟؟!!!
إنه ضعف الإيمان وخفة وزن الدين في قلوبهم ....

يا هذا ...
لو أهمك الدين لعرفته ونظرت فيما يصلحه ويفسده ، وأين موضعك منه ، كما أهمتك الدنيا فخبرت أدق تفاصيل التعاملات المادية فيها بينما تفغر فاك في الدين بقولك : أنا جاهل ....
فبادر ، وراجع دينك ، وانظر ما يصلحه ، فإن فتور همتك فيه ، وقوتها في الدنيا مرض خطير ، وما جهلك إلا وسوسات شيطانية يريد أن يرديك في أسوأ مصير ....

محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق