الأحد، 22 أبريل 2012

هل تود أن يتلألأ قلبك نورا ؟

هل تحب السير في درب مظلمة مجهولة لا تدري ما فيها وما تخفيه لك ؟!!
هل تود أن يعيش قلبك في ظلمة حالكة السواد ؟!!
طبعا لا ..
طيب .. أتود أن يكون قلبك منورا بنور من نوع خاص جدا ، يشع بين جنباته ، وتجد صداه على نفسيتك وراحة أعصابك ؟
نعم وبلا شك ..
إذن افتح سورة النور عسى ربك أن ينير دربك ، فمن لم يستنر بالقرآن فلا عاش إلا في الضلالة والعمى والتخبط ، وإن أشعل مصابيح الأرض !!
يأمر الله نبيه في أنوار آيات هذه السورة  أن يبلغنا هذا الأمر العاجل :  " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " ثم  لأخواتنا المؤمنات : " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن "
ثم يذكرنا بما أمر وما أنزل إلينا عن طريق الوحي إلى نبيه : " لقد أتزلنا إليكم آيات بينات .. "
وبعدها ماذا تجد في السورة ؟
" الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح .. "
أليس ثمة علاقة بين الأوامر السابقة ، وبين أية النور المتلألئة هنا ؟!!
بلى ..
غض بصرك عن كل حرام تصادفه ، في الشاشة الفضية أو الشاشة الزرقاء أو في الشارع أو في السوق أو في المحلات وحيثما حللت ورحلت ، تجد العلاقة بين امتثالك لهذا الأمر ، وما تجده في قلبك واضح جدا ..
تجد نورا وحلاوة عجيبة في قلبك ، كلما غضضت طرفا من حرام ، وكذا – حاشاك وحاشا نظراتك – حين تطلق بصرك هنا وهناك ، تجد قلبك معتما عتمة تحس بها فعلا بين جوانحك ، وتجد أن قلبك ينكمش ويتقوقع ، وكأنه يلتف حول إبرة توخزه ، إلا وهي إبرة البعد عن أوامر نور السموات والأرض ..
وهذه حقيقة يدركها كل من أطلق بصره أو حفظه ورعى حرمة الله فيه ..
إن كل سهم من بصرك الفتان  إلى مفاتن امرأة تظهر أمامك على شاشة أو على الواقع ، تتبعها بأخرى وتأبى أن تغض طرفك عنها – إضافة إلى ما يكتب من سيئات في صحيفتك - يرتد هذا السهم  إلى صدرك دون أن تحس ، فيستحيل إلى ظلمة تأخذ جانبا من قلبك ، وتبعد النظرات المتوالية النور عنه تدريجيا إلى أن تحيله إلى ظلمة حالكة لا نور فيها ..
وكلما غضضت طرفا عن حرام ، فكأنما سكبت بردا على قلبك ، وأشعلت فيه نورا ربانيا ..
فسبحان الله ..
أيهما أجمل وأحلى : ظلام يحيط بقلبك ، أم نور يتلألأ بين جوانحك ؟!!
أيهما تختار ؟!!
محمد بن سعيد المسقري
Almasqri1@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق