الاثنين، 23 أبريل 2012

أبو البنات

أبرم عقدا مع عينيه الجريئتين على حدود الله تعالى ألا تفوت فتاة في شارع أو ممر أو سكة أو طريق  أو محل أو مجمع سكني أو تجاري ، إلا حدتها بنظرات تأمل وتمل  ، مع محاولة جادة لإرادة الاختراق كما يبدو عليهما ....
ذلك العقد الصارم الذي تم توقيعه في غيبة من الوازع الديني والأخلاقي والاجتماعي ، واشتغال من الضمير اللاهي العابث غير العابئ بعواقب أو نتائج مقابل الحصول على اللذة والشهوة - لا يستثني بنت جيران أو أقارب ، ولا يتخطى جنسا أو لونا معينا ، ولا يتعلق بوقت خصص له من ليل أو نهار ، فهو عام وشامل ودائم لكل الفتيات ، مر عليهم أو مررن عليه ، وسواء كانت الفتاة بمفردها أو وسط مجموعة فتيات ، أو حتى كانت مع محارمها ، لا بد للاتفاقية أن تشملها ، فلا تنازلات ولا استثناءات ، وإلا تهاونت العين الأثيمة في أداء واجبها العظيم ، وتكاسلت في مهمتها الفذة !!!
طالما كاد أن يرتطم بحائط أو مبنى أو رصيف وهو على متن سيارته لوجود فتاتين أو ثلاث على جانبي الطريق تحولت عيناه إليهما تلقائيا فشغلتا نهائيا عن القيادة ، فقد صب الهم في جانب واشتغل القلب به ، وربما أصاب بعض المارة على الرصيف بالذعر من استداراته السريعة عند اشتغاله بهذا العمل الجليل أو عند استيقاظه وتذكره انه في شارع يقود سيارة !!!
وكم أخجل فتيات الناس وهو يحدهن بنظراته المؤذية المريبة ، وطالما صرخت في وجهه هذه أو تلك ممن ملكت بعض الجرأة على مواجهته !!!
إذا سئل عن عينه ( المتلصصة ) على فتيات الناس ومحارمهم  قال : أريد أن أتزوج !!!!!
شيء طيب ...
إذن فلتعرض أخواتك ومحارمك مزادا علنيا في الشوارع والأسواق ، ودع الشباب يستمتعون بالتملي والتأمل فيهن ،وإياك أن تغضب من نظرات فلان أو ملاحقة عين علان لهن ، واخمد ثورة غضبك دوما ، فكل اؤلئك الشباب – ولله الحمد والمنة – يريد الزواج ، وما قصدوا إلا كل خير !!
وإذا ما قوبلت نظرات الشباب الذين يريدون الزواج ، بنظرات مماثلة من محارمك فلا تجعل الحبة قبة ،وتصرخ في وجوههن ، وتثور ثائرتك عليهن فهن يردن الزواج أيضا ، فكل ما عليك أيها الطامح للزواج أن تتأمل في الموقف بصمت وإعجاب وتأييد تام ، فهذه هي طريقك ، ولهم نفس المبرر والعلة  !!!
وإن ظهرت إمارات وبدايات لعلاقات غرامية طفيفة في بداية الأمر ، فلا تعقد الأمور ، ولا تسيء الظن بهما فما أراد الشاب وفتاتك إلا الزواج والإحصان !!!
فتمل في أخوات فلان ، وليتمل علان في أخواتك طالما أن قلوبكم صافية تودون الزواج فقط ، ولتقلبوا لنا المفاهيم رأسا على عقب ، ولتهبطوا بأهلكم والمجتمع إلى هاوية سحيقة ، يترنح في أجواء رومانسية عاشقة ، يجني فيها ويلات ودواه ...
يا هذا
إن للناس حرماتهم وأعراضهم ، وهم يغارون على بناتهم وفتياتهم ، وقد خلق الله لهم ضمائر  وقلوبا حية تحافظ بها على حرماتها ، فليكن لك ضمير ترعى به حدود الله ، ثم حدود الناس والمجتمع !!!
ولو أن كل من أراد الزواج أطلق عينيه هنا وهناك في فتيات الناس لانحل المجتمع ، وانفلت الزمام من يديه ، وصارت الأمور من الفوضى والعشوائية بحيث لا يحق لك أن تغار على أهلك ، أو تغضب حين يتملى فيهم فلان أو يعاكسهن علان !!!
فاتق الله ، ورد بصرك عن بنات الناس ، فإن هذه ديون تقضى ، وتصرفات لها من العواقب الوخيمة ما قد لا تدركها حاليا ...
واعلم أن من غض بصره لله ، أبدله الله نورا يجد حلاوته في قلبه ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، ومن باع أعراض الناس اشترى الناس عرضه بثمن بخس وكانوا فيه من المضيعين .....

محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق