الاثنين، 30 أبريل 2012

أولاد يلعبون .. لاأكثر !

منذ فترة ، كنت زائرا لأحد المدارس سائلا عن أحد إخوتي ..
ودخلت مع ( الأخصائي الاجتماعي ) ، وجلسنا نتبادل أطراف الحديث ..
وسألته عن أحوال الطلبة ( اليومين دول ) ..
فأخبرني عن العجب العجاب ..
ومما قصه لي :
يقول : كان لدينا طالب يقوم بأمور تخدش الحياء  والعرض ، ويقوم بحركات جنسية من الدرجة الثانية ( أي دون عمل قوم لوط ) لزملاءه ..
اشتكى منه الطلاب أكثر من مرة ، ونصحته وما انتصح ..
فاستدعيت أباه عن طريق بعض جيرانه ..
فدخل علي أب ذا شيبة ووقار ( كما تصورت في البداية ) ..
فبدأت في الموضوع من بعيد وأنا اخجل من التصريح بالأمر ، فلاحظ أني أحوم حول نقطة وأريد أن أوصل له معلومة ما ، فقال فيما معناه : قل ولا تتردد ..
فقلت له : أنا خجل حقيقة أن أقول لك أن ابنك يفعل كذا وكذا من الحركات في المدرسة ..
كنت أتوقع أن يغمى على الأب ، يصرخ ، يسترجع ، يحوقل ، يهلل ، يقف شعره ، ينكس رأسه خجلا وحياء ..
ولكن ..
قالها وهو يضحك ويقهقه : ( يا الله ، صغيرين يلعبوا مع بعضهم ، ويش فيها ؟؟) !!!
انعقد لساني ، وتشابكت الحروف ، ودخلت الألفاظ في بعضها ، ولم أدر ما قلت له : يا والد أم ( يا شايب ) أم يا ( عائب ) ..
كل ما أدريه أن الحياء والخجل منه و المخيم علي في البداية سقط على الأرض ميتا بلا حراك ، ووجهت له خطابا يناسب المقام ..
سبحان الله ..
كيف يتربى أبناء مثل هذا الأشيب ؟؟!!
وما المبادئ التي يستلهمونها من أبيهم العظيم ؟
وما القيم التي يتشرفون بتعلمها من والدهم الصنديد الفذ ؟!!
أين مثل هذا من حديث النبي – صلى الله عليه وسلم - : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ؟
أم الحفاظ على الرعية تقتضي أن نعلم أبناءنا الحركات التي تخدش بالحياء بدل أن نحذرهم منها ؟
ليت مثل هذا الوالد ما تزوج ولا أنجب ولا خلف ، فما هو إلا كرجل ملأ سجلا بأكمله ديونا ، ثم عمد إلى المكتبة ليشتري سجلات يواصل فيها كتابة ديونه ، بدل أن يضع في السجل الجديد خطة تفصيلية تعينه على التخلص منها ..
أيها القارئ الكريم ..
اعلم أن أبناءك امتداد لك أمام الناس ، وقبل ذلك أمام رب العالمين ، وعندما تربي ولدك على القيم الفاضلة والشيم النبيلة فإنك تضيف إلى سجل حسناتك سجلا جديد بأكمله ، بينما عندما تفعل العكس فإنك تخط سجلا من السيئات تحمله على ظهرك يوم القيامة ..
فلنحسن الغرس والباقي على الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق