الأحد، 17 فبراير 2013

كل ميسر لما خلق له


في الجامع .. قبيل صلاة الجمعة .. جلس إلي أحدهم ، وقال والحزن يعلو محياه : لا أستطيع التبكير ليوم الجمعة، فقد ابتليت في بطني ببعض الغازات وأخواتها، تحول دون إطالة الوضوء ..
يفوتني التبكير .. وأجر عظيم ..
فقلت : هون عليك .
أما سمعت قول النبي – صلى الله عليه وسلم – " اعملوا فكل ميسر لما خلق له " ، قال : بلى .
فقلت : إذن لا تتحسر على ما لم يتيسر، لعائق أو عارض أو ظرف أو علة أو عاهة ، فإن حزنك مفوت ما يتيسر ، وهذا لؤم من الشيطان ،" ليحزن الذين آمنوا " .
تجد مستور الحال ينظر بحسرة إلى إنفاق ذوي المال، وقد رزقه الله صحة وعافية تؤهله لعبادات أخر، وصاحب مال سقيم يغبط صواما قواما، وفي يديه مما يحقق الخير الكثير أنهر وأبحر، و خجولا يحسد خطيبا مفوها، ولو مد قلمه لفعل العجب، وجريئا لبقا يتحسر على شق الكتابة والأدب لديه.
ولو فكر الجميع لوجدوا أن الحياة تكامل وتعاون، وان الله يسر لكل أمرا أو أمور، ليحتاج الناس إلى بعضهم، وأن من رحمته تعالى أن نوع العبادات وجعل لها أشكالا وألوانا وطرقا، كل يؤدي ما افترض، ثم ينظر إلى ما يناسب حاله، ويلائم ظروفه وأحواله، فإن فعل وإلا كان فريسة للشيطان، يذيقه المحازن والحسرات، ليفوت عليه ما يسره الله له، وليقضي عمره نادبا حاله، متململا في حزنه، لا يقدم ولا يتقدم، ينتظر أن يكون كفلان، أو يؤتى مثل ما أوتي ( علان ) ، فتضيع أيامه سدى، ولحظات حياته هدرا.
فأمام كل منا طريق إبداع،  عليه أن يضبط ( بوصلتها ) فقط، فإذا أمسك بالدرب المناسبة انطلق " وإذا عزمت فتوكل على الله " .

محمد بن سعيد المسقري
Mq99@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق