الاثنين، 30 أبريل 2012

لا أدري من أطيع ؟!

فتاة صغيرة ذات وجه صبوح ، طالبة في مدرسة عربية ..
تعود يوما من مدرستها وقد خيم الحزن عليها ، وسلب ابتسامتها البريئة ، وأخذ قسطا من إشراقة وجهها البريء ..
الأم وقد لا حظت التغير : ما بك يا ابنتي الغالية ..
البريئة : لقد هددتني المعلمة بالطرد من المدرسة بسبب هذه الثياب الطويلة التي أرتديها ..
الأم : ولكنها الملابس التي يريدها الله ..
البريئة : ولكن المعلمة لا تريدها ..
ما جواب الأم يا ترى ؟
كغيرها : " أطيعي معلمتك " " قصريها ولا تفضحينا في المدرسة " " ( الشيمة ) كل شيء ولا الفصل من المدرسة " " إياك أن تخالفي معلمتك " ..
كلا ..
قالت : حسنا يا ابنتي الله يريد والمعلمة لا تريد ، فمن تطيعين ، الله الذي خلقك ورزقك وأنعم عليك ، أم المخلوقة التي لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا ؟!!
قالت الفتاة ابنة هذه الأم وهي إحدى أوراق شجرتها : " بل أطيع الله " ..
وفي اليوم التالي ..
ذهبت تلك الفتاة إلى المدرسة مرة أخرة  بثيابها الطويلة ..
وعند ما رأتها معلمتها أخذت تؤنبها بقسوة ….
فلم تستطيع تلك الصغيرة أن تتحمل ذلك التأنيب مصحوباً بنظرات صديقاتها إليها فما كان منها إلا أن انفجرت بالبكاء …
 ثم هتفت تلك الصغيرة بكلمات كبيرة في معناها … قليلة في عددها : والله لا أدري من أطيع ؟ أنت أم هو ؟؟؟
 فتساءلت المدرسة : ومن هو ؟؟؟
 فقالت الفتاة : الله ، أطيعك أنت فألبس ما تريدين واعصيه هو . أم أطيعه وأعصيك ، سأطيعه سبحانه وليكن ما يكون ..
فاستدعت المعلمة الأم وقالت لها : لقد وعظتني ابنتك أعظم موعظة سمعتها في حياتي ..
سبحان الله ..
أين نجد الآن من تربي ابنتها ، أو من يربي ولده على أن أوامر الله فوق كل شيء ، وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؟!!
أين نجد الكبير الذي يأخذ العبرة والنصيحة من أصغر صغير ، لأن الحق ضالته ، والصواب هدفه الأسمى ؟!!
أين نجد طفلة تربت فعلا على دين الله ، تحزن عندما تهان في دينها ، وتعتبر ذ1لك قضية القضايا عندها ؟؟!!
القارئ الكريم ..
إن أبناءنا حقل نحن من يغرس فيه ، فلنغرس فيه القيم النبيلة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق